الانحياز للمقبول اجتماعيًا هو مصطلح في أبحاث عِلم الاجتماع يصِف ميل الخاضعين لاستطلاع الرأي إلى إجابة الأسئلة بطريقة تُعتبر لائِقة مِن مَنظور الآخرين. يُمكِن أن يحدث ذلك في صورة مُبالغة المدح «سلوك جيد» أو تقليل الشأن «سلوك سيء»، أو غير مرغوب فيه.
تُمثِّل تلك النزعة مُشكلة خطيرة عند القيام بأبحاث تتضمَّن الإبلاغ الذاتي، وخصوصًا الاستبيانات. يتدخَّل ذلك الانحياز في تفسير الميول العادية والفروق الفرديَّة أيضًا.
من المواضيع التي يتجلى فيها الانحياز للمقبول اجتماعياً: التقارير الذاتية سواء كانت عن المهارات أو الشخصية أو السلوك الجنسي أو تعاطي المخدرات. فمثلاً، عندما يُسأل الشخص “كمل مرة تمارس العادة السرية؟”، فقد يضطر الشخص إلى تحريف إجابته بسبب التابو الاجتماعي تجاه الاستمناء والعادة السرية، أو قد يتجنب الإجابة عن هذا الموضوع من الأساس. لذا من الواضح أن متوسط معدل الاستمناء، والمأخوذ من الإحصائيات التي تعتمد على التقرير الذاتي للمشاركين، أقل بكثير من المعدل الحقيقي.
وعندما يواجه الشخص سؤالاً كـ “هل تتعاطى المخدرات أو المواد المحظورة؟”، ستتأثر إجابة الشخص باعتقاده أن المواد الخاضعة للرقابة، كالماريوانا مثلاً، هي مواد غير شرعية عموماً. لذا سيضطر الشخص المجيب إلى إنكار تعاطيه أي نوعٍ من المخدرات، أو ربما يلجأ إلى تبرير هذا السلوك، كأن يجيب: “أدخن الماريوانا عندما أكون بصحبة أصدقائي فقط”.
يؤثر هذا الانحياز أيضاً على التقارير التي تتحدث عن عدد الشركاء الجنسيين، وبالمناسبة، قد يكون الانحياز معكوساً (أي تضخيم الأمور بدلاً من تصغيرها) حسب كل مجموعة: فيميل الرجال مثلاً إلى تضخيم عدد شركائهم الجنسيين، بينما تميل النساء إلى تقليل هذا العدد. وفي كلتا الحالتين، تكون التقارير من كلتا المجموعتين غير صحيحة ومحرفة بسبب الانحياز للمقبول اجتماعياً.
وهناك مواضيع أخرى قد يظهر فيها الانحياز للمقبول اجتماعياً، فمثلاً:
التقرير الذاتي عن صفات الشخصية، والذي يرتبط بشدة بالانحياز للمقبول اجتماعياً.
الدخل الشخصي، حيث يميل أصحاب الدخل المنخفض إلى تضخيم دخلهم، بينما يميل أصحاب الدخل المرتفع إلى تخفيضه.
عادة ما يُنكر الأشخاص مشاعر العجز وانخفاض تقدير الذات.
الوظائف الإفرازية، فعادة ما يكون هذا الموضوع غير مريحٍ، بل لا تتم مناقشته أساساً.
الإجابة عن مواعيد تناول الجرعات الدوائية، فغالباً ما يميل المرء إلى ادعاء التزامه بها.
تنظيم الأسرة، كتحديد النسل أو الإجهاض.
الديانة، وهي من المواضيع التي يتم تجنبها، أو يكون طرحها أمراً غير مريح.
الوطنية، فإما أن يفاخر المرء بوطنيته بشدة، أو ينكرها تماماً خوفاً من الأحكام التي قد يطلقها عليه معارضوه.
التحامل وعدم التسامح، وهي أمورٌ ينكرها المرء عادة، حتى لو وُجدت هذه الأفكار لدى هذا الشخص.
الإنجازات المعرفية، والتي عادة ما يميل المرء إلى تضخيمها.
المظهر الجسدي، إما أن يقوم المرء بتضخيم هذا الموضوع أو التقليل من شأنه.
العنف الجسدي، سواء كان حقيقياً أم تخيلاً، وفي كلتا الحالتين، يقوم المرء بإنكار هذا العنف.
الأعمال الخيرية كالصدقة، والتي عادة ما يتم تضخيمها.
الأعمال غير القانونية، غالباً ما يتم نكرانها.
نسبة المقترعين.