تُعد النسويّة في أمريكا اللاتينية مجموعة من الحركات التي تهدف إلى تحديد، وترسيخ، وتحقيق المساواة السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والشخصية، والاجتماعية للمرأة في أمريكا اللاتينية، يشمل ذلك السعي نحو تهيئة فرص متكافئة للمرأة في مجاليّ التعليم والعمل. يُطلق على هؤلاء الذين يمارسون الحركة النسويّة عبر الدعوة لحقوق المرأة والمساواة أو دعمها اسم النسويون أو النسويّات.
تواجدت الحركة النسوية في أمريكا اللاتينية على مدى قرون من الاستعمار، ونقل العبيد من أفريقيا وإخضاعهم، وسوء معاملة السكان الأصليين. يُمكن تتبّع أصل النسويّة في أمريكا اللاتينية وصولًا إلى الحركات الاجتماعية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، حيث تشمل حركة تحرير المرأة، ولكن قد توسّعت الأفكار النسوية السابقة قبل أن يكون هناك سجلات مكتوبة. ومع انتشارها في مناطق مختلفة في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، فإن تعريف الحركة النسوية يختلف من مجموعة إلى أخرى حيث كان هناك مشاركات ثقافية، وسياسية، واجتماعية. ساهمت خمسة عوامل رئيسية في نشوء الحركة النسوية في أمريكا اللاتينية. وقد قيل إن نشأة الثورة النسويّة في أمريكا اللاتينية بدأت في أواخر القرن الثامن عشر مع امرأتين، إحداهما في الإكوادور والأخرى في الأرجنتين.
لم يكن للمرأة -قبل نشوء مثل هذه الحركات- أي حقوق بعد الاستعمار. لكن بالرغم من ذلك، أُتيحت للنساء اللواتي ينتمين إلى أسر أكثر ثراءً، فرص أكبر للتعليم. عادت الحركة النسوية إلى النشاط مجددًا في عشرينيات القرن العشرين، وتحركت نحو إحداث تغييرات على الأصعدة السياسية والتعليمية لحقوق المرأة. وفي الفترة ما بين الثلاثينيات والخمسينيات من القرن العشرين، قامت مجموعة من السيدات من إقليم بورتوريكو، بتأسيس ما يُعرف في يومنا هذا باسم الحركة النسوية في أمريكا اللاتينية. شملت هذه الحركات تأسيس صناعة الإبر كأعمال الخياطة في المصانع. ثم في الستينيات من القرن العشرين، تغيرت الحركة لتدافع عن الحقوق الجسدية والاقتصادية للمرأة. كان سقوط الحركة في سبعينيات القرن العشرين، عائدًا إلى الليبرالية التي تتبع مبدأ عدم التدخل، والتي اقترنت باقتصاد السوق الرأسمالي. بعد سقوط الليبرالية الجديدة، رافقت ثمانينيات القرن العشرين اندفاع الحركة النسوية نحو الحقوق السياسية. كما بدأت الثمانينيات في إلقاء الضوء على موضوع العنف المنزلي. وقد قطعت التسعينيات شوطًا واسعًا نحو تحقيق المساواة القانونية للمرأة. في مجتمعاتنا الحالية، قُسّمت الحركة النسوية في أمريكا اللاتينية إلى فئات فرعية متعددة، إما على أساس عِرقيّ أو على أساس الوعي بالموضوع.