أجريت مقارنات منذ الأربعينات من القرن العشرين بين إسرائيل وألمانيا النازية، وكانت تلك المقارنات في البداية ضمن سياق أكثر عمومية لتداعيات ما بعد الحرب العالمية الثانية. تشكل مقارنات كهذه أساس مناهضة الصهيونية حين يتعلق الأمر بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي. ويبقى موضع نقاش إذا ما كانت المقارنات بين إسرائيل وألمانيا النازية معادية للسامية في جوهرها.
ربط آرنولد جاي توينبي، مؤلف كتاب دراسة للتاريخ الذي يتألف من 11 جزءًا، بين الصهيونية والنازية، وشدد على تلك النظرة حين تحداها عدد من الباحثين. والبحث العلمي حدث ضمن السياق الأوسع للمقارنات الشائعة في الثقافة الشعبية الدولية التي تقارن كيانات شديدة الاختلاف بالنازيين التاريخيين. علق الأكاديمي البريطاني ديفيد فيلدمان، رئيس مكتب بيرز لدراسات معاداة السامية، أن المقارنات لا تصبح معادية للسامية أغلب الأحيان نظرًا إلى أنها تجري في سياق بلاغة شائعة «تستخدم في محاججات عديدة حول عدة مواضيع، وغالبًا ما يكون ذلك باستهتار، ودون أن يشتمل على أي محتوى معاد للسامية بشكل خاص» مع مقارنة كيانات شديدة الاختلاف بالنازية. حاججت رابطة مكافحة التشهير، وهي منظمة اجتماعية أمريكية ناشطة، في بيان أن معاداة السامية تحدث من خلال ما تراه إجراءات «تستهدف اليهود عن قصد في محاولة لربط ضحايا جرائم النازية بمرتكبي الجرائم النازيين ... الأمر الذي يساهم في تقليل أهمية وفرادة الهولوكوست».
وفقًا للعالم السياسي إيان إس لوستيك، وهو أستاذ في جامعة بنسلفانيا، إن مقارنات كهذه «نتيجة طبيعية إن لم تكن متعمدة لتعميد يهود إسرائيل في صورة الهولوكوست». وقد قام بهذه المقارنة من الناحية التاريخية عدد من الشخصيات والحكومات السياسية، ومن بين الأمثلة إدارة الاتحاد السوفييتي في سياق حرب الستة أيام ضمن انقسامات الحرب الباردة في عهد الستينيات من القرن العشرين. من بين سياسيي القرن الحادي والعشرين الذين فعلوا هذا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والبرلماني البريطاني ديفيد وارد.