معاداة السامية (بالإنجليزية: Anti-Semitism)، هي عداء أو تحامل أو تمييز موجَّه ضد اليهود. ويُطلق على من يحمل هذا النوع من العداء اسم "معادٍ للسامية". تختلف الآراء الفلسفية والأكاديمية حول ما إذا كانت معاداة السامية تُعد شكلاً من أشكال العنصرية، حيث ترى بعض المدارس الفكرية أنها كذلك، بينما تنظر أخرى لها من منطلق ديني أو ثقافي.
تنقسم دوافع معاداة السامية عادة إلى نوعين رئيسيين:
معاداة سامية عنصرية: تقوم على فكرة أن اليهود يُشكّلون عِرقاً متميزاً بسمات فطرية سلبية أو منحطة مقارنة بالسمات المفضلة في مجتمع معين، وهي نظرة تندرج ضمن المفاهيم العنصرية البيولوجية.
معاداة سامية دينية: تنبع من تصوّرات دينية ترى أن على اليهود التخلّي عن ديانتهم واعتناق ديانة أخرى تدّعي أنها "الوريث الشرعي" لليهودية. وتُعد هذه النظرة شائعة في بعض التيارات داخل الديانات الإبراهيمية الأخرى، التي تبنّت عقائد "الاستبدال الديني" أو "النسخ".
كذلك، فإن معاداة السامية في شكلها الديني تطورت تاريخيًا نتيجة لمعاداة اليهودية، وهي مواقف عدائية تجاه العقيدة اليهودية نفسها، وتختلف من الناحية المفهومية عن معاداة السامية الحديثة التي غالبًا ما تكون ذات طابع عنصري أو سياسي.
تتراوح مظاهر معاداة السامية من صور خفية وغير مباشرة إلى أشكال شديدة العنف من الاضطهاد. فعلى المستوى البسيط، قد تشمل أقوالاً أو تصرفات عدائية فردية، وقد تتصاعد إلى أعمال عنف، بينما على الطرف الأقصى، قد تتجلى في المذابح الجماعية (البوغروم) أو الإبادة الجماعية (الهولوكوست)، سواء كانت برعاية الدولة أو بدعم جماعات متطرفة.
رغم أن مصطلح "معاداة السامية" لم يدخل الاستخدام الشائع حتى القرن التاسع عشر، إلا أن هذا المفهوم يُطبّق بأثر رجعي على موجات اضطهاد اليهود في فترات سابقة، خاصة في أوروبا المسيحية خلال العصور الوسطى، حيث شهدت القارة معظم أحداث معاداة السامية العنيفة.
في القرن العشرين، تصاعدت الحوادث المعادية للسامية في العالم العربي، مدفوعة بتبنّي بعض نظريات المؤامرة ذات الجذور الأوروبية، وتكييفها ضمن الخطاب السياسي المحلي. وقد ساهمت هذه النظريات في رواج أشكال جديدة من العداء لليهود، تُعرف بـ"معاداة السامية الجديدة"، والتي تُحمّل دولة إسرائيل، بوصفها دولة يهودية، أبعادًا رمزية تتجاوز النقد السياسي المشروع، لتتحول في بعض الحالات إلى وسيلة لمهاجمة اليهود ككل.
أما مصطلح "antisemitismus"، فقد ظهر لأول مرة مطبوعًا في ألمانيا عام 1879، كبديل "علمي المظهر" لعبارة "Judenhass" (كراهية اليهود). ومنذ ذلك الحين، استخدم المصطلح حصريًا للإشارة إلى العداء تجاه اليهود فقط، رغم أن الجذر اللغوي "سامية" أدى إلى بعض الالتباس اللغوي، حيث يُفترض خطأً أن يشمل العداء لجميع "الشعوب السامية"، وهو تصوّر قديم لم يعد معمولًا به.