يُعتبر اللاهوت الصيني، الذي يظهر عبر تفسيرات متنوعة تختلف وفقًا للنصوص الصينية الكلاسيكية والديانة الشعبية الصينية، وعلى وجه التحديد بصورتها الكونفوشية والطاوية وغيرها من الصيغ الفلسفية، يُعتبر أحاديًا في جوهره، بمعنى أنه ينظر للعالم والآلهة والخالدين الصينية باعتبارها كُلًا متكاملًا، أو كونًا مستمر الانبثاق من مبدأ بسيط. يُعبّر عن هذا من خلال مفهوم أن «لجميع الأشياء مبدأ واحدٌ مشترك» (وانوو ييلي). يُشار إلى هذا المبدأ عمومًا باسم تيان، وهو مفهوم يُترجم عادةً باسم «السماء»، في إشارة إلى القطب السماوي الشمالي وقوانينه الطبيعية التي تنظّم الظواهر الأرضية وتوجد الكائنات باعتبار الأولى أسلافها. ولذلك يُعتبر الأسلاف مكافئون للسماء في المجتمع البشري، وبالتالي فهم وسيلة لربط السماء التي هي «أب الأجداد الأعلى» (شينغشوفو). قد يُطلق على اللاهوت الصيني أيضًا اسم تيانشوي («دراسة السماء»)، وهو مصطلح شاع استخدامه بالفعل في القرنين السابع عشر والثامن عشر.[بخلاف الإله في الأديان الغربية المتجاوز للمكان والزمان] فإن الإله فوهسي، وهوان جي دي، ويانغ منغ، موجود داخل المكان والزمان. ... فبالنسبة للفكر الصيني، فإن الجد هو الخالق.— ليو كوغوان، فرضية الإمبراطور الأصفر.
وفي الوقت نفسه، يُنظر إلى المبدأ الأعمّ الذي يُوجد أصل العالم باعتباره متعاليًا ومحايثًا للخلق. تتمظهر الفكرة الصينية عن الإله بطرق مختلفة؛ فأسماء الله تتعدد باختلاف مصادر التقاليد الصينية، مما يُنبي عن إيمان «هرمي متعدد الجوانب» للإله الأعلى.
يؤكد الباحثون الصينيون أن اللاهوت الصيني يضم مظهرين لفكرة الله: أحدهما هو الإله المتجسد كما في التدين الشعبي، والآخر هو الإله المجرّد في البحث الفلسفي. وهما يعبران عن «تعريف متكامل للعالم الأحادي».
تضاءل الاهتمام باللاهوت الصيني التقليدي في فترات مختلفة من تاريخ الصين. على سبيل المثال، تضمنت القفزة العظيمة للأمام التي نُفّذت في منتصف القرن العشرين التدمير الكامل للمعابد التقليدية في تطبيق عمليّ للأيديولوجية الماوية. منذ ثمانينيات القرن الماضي فما بعد، حدثت حركات إحياء عامة. يعتقد الصينيون أن الآلهة والخالدين الصينيين مرتبة في «بيروقراطية سماوية» تؤثر على الأنشطة الأرضية وتتجلى في التسلسل الهرمي للدولة الصينية نفسها. لهذه المعتقدات أوجه تشابه مع الشامانية الآسيوية الأعم. ويُراعى ترتيب القوى الأرضية والسماوية خلال ممارسة الطقوس. مثلًا في مهرجانات جياو، تقدم المعابد المحلية القرابين ويُشعل فيها البخور وغيرها، أملًا من المشتركين في تجديد التحالف المتصوّر بين قادة المجتمع والآلهة.