العلاقات الصينية الباكستانية بدأت في 1950، حين كانت باكستان من أول الدول التي أنهت علاقاتها الدبلوماسية الرسمية مع جمهورية الصين (في تايوان)، واعترفت بنظام جمهورية الصين الشعبية في بر الصين الرئيس. من ساعتها أَولى كل منهما اهتمامًا كبيرًا للحفاظ على علاقة خاصة وثيقة جدًّا وداعمة، وتبادلا زيارات منتظمة رفيعة المستوى، أدت إلى اتفاقيات عديدة متنوعة. دعمت جمهورية الصين الشعبية باكستان اقتصاديًّا وعسكريًّا وتقنيًّا، وكل منهما يَعد البلد الآخر حليفًا استراتيجيًّا وثيقًا.
تطورت العلاقة بينهما من سياسة حياد صينية مبدئية إلى تشارُك مع باكستان –القوية عسكريًّا على رغم صغرها. تأسست العلاقات الدبلوماسية في 1950، وحُلت المشكلات الحدودية في 1963، وبدأ الدعم العسكري في 1966، وتشكّل التحالف الاستراتيجي في 1972، والتعاون الاقتصادي في 1979. صارت الصين أكبر مورد أسلحة لباكستان، وثالث أكبر شركائها التجاريين. أقرضت الصين باكستان 60 مليون دولار أمريكي، ثم صار هذا القرض منحة بعد انفصال باكستان الشرقية. اتفق البلدان مؤخرًا على التعاون لتحسين قطاع الطاقة النووية المدني الباكستاني.
الحفاظ على العلاقات الصينية الوثيقة من ركائز السياسة الباكستانية الخارجية. في 1986 زار الرئيس محمد ضياء الحق الصين لتعزيز العلاقات الدبلوماسية، وكانت باكستان ثانية بلدين (مع كوبا) قَدّمتا دعمًا حاسمًا لجمهورية الصين الشعبية بعد مظاهرات 1989 في ساحة تيانانمن. بين البلدين أيضًا علاقات عسكرية وثيقة، فالصين تمد قوات الدفاع الباكستانية بعديد من الأسلحة الحديثة. تدعم الصين موقف باكستان من كشمير، في حين تدعم باكستان موقفها من سنجان والتبت وتايوان. تَعمّق تعاونهما العسكري بمشروعات مشترَكة لإنتاج أسلحة تتراوح بين الطائرات المقاتلة وفرقاطات الصواريخ الموجهة.
بلغ تعاون الصين مع باكستان آفاقًا اقتصادية عالية، باستثمارها الضخم في توسيع البنية التحتية الباكستانية، بما في ذلك من ميناء المياه العميقة الباكستاني في كوادر. لكل منهما اتفاقية تجارة حرة سارية.
أشارت إحصاءات الصين المخصَّصة إلى أن حجم الاتجار الثنائي بينهما تجاوز لأول مرة في سنة 2017 التقويمية 20 مليار دولار أمريكي. في 2017 نمت صادرات الصين إلى باكستان بنسبة 5.9%، بالغة 18.25 مليارات دولار، في حين تراجعت صادرات باكستان إليها بنسبة 4.1%، بالغة 1.83 مليارات دولار.
باكستان بمنزلة جسر بين الصين والعالم الإسلامي، ولعبت دورًا مهمًّا في سد فجوة الاتصال بين الغرب وجمهورية الصين الشعبية، بتسهيل زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون التاريخية إلى الصين في 1972. علاقاتهما وصفها السفير الباكستاني في الصين بأنها «من الجبال أشهق، ومن المحيطات أعمق، ومن الفولاذ أقوى، ومن العين أغلى، ومن الشهد أحلى...». ذكر معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن باكستان أكبر مشتر لأسلحة الصين، فنِسبتها في صادرات أسلحة الصين بلغت 47%. وأوضح استطلاع أجرته بي بي سي ورلد سرفس في 2014 أن 75% من الباكستانيين يرون تأثير الصين إيجابيًّا، في حين لا يراه سلبيًّا إلا 15% منهم. في منطقة آسيا والمحيط الهادئ حل الصينيون في المرتبة الثالثة بين من يرَون أثر باكستان العالمي إيجابيًّا، بعد إندونيسيا وباكستان نفسها.