الأدميرال جراف شبي هو طراد من فئة الطرادات الثقيلة دويتشلاند (سفينة مسلحة) أطلق عليها البريطانيون لقب «سفينة حربية جيب pocket battleship»، وسماها الألمان بانزر شيف Panzerschiff أي السفينة المدرعة، خدمت في بحرية ألمانيا النازية كريغسمارينه خلال الحرب العالمية الثانية. لها سفينتين شقيقتين من نفس فئتها هما دويتشلاند وأدميرال شير الذين يصنفو جميعا كطارادات ثقيلة في عام 1940. مع بدء معارك الحرب العالمية الثانية في شهر سبتمبر عام 1939أرسلت لتُهاجم قوافل السفن التجارية في منطقة جنوب المحيط الأطلسي، وعلى مدى ثلاثة أشهر أذاقت قوافل سفن بريطانيا والحلفاء الأمرّين؛ حتى تَرَبّص لها الأسطول الملكي البريطاني.
سميت السفينة على اسم الأدميرال ماكسيميليان فون سبي، قائد أسطول شرق آسيا الألماني الذي خاض معارك كورونيل وجزر فوكلاند، حيث قتل في خلال خدمته في الحرب العالمية الأولى. بدأ العمل على الطراد جراف شبي في قلعة صناعة وتمركز السفن البحرية الألمانية قبل وخلال الحرب العالمية الثانية كريكسمارينفيفت في فيلهلمسهافن في أكتوبر 1932 وانتهي من العمل عليها بحلول يناير 1936. وفي يناير 1936 انضمت الجراف شبي للاسطول الألماني واصبحت جاهزة للانطلاق، السفينة كانت اسميا ووفقا لدفاتر الالمان المخادعة اقل من 10,000 طن، احتراما لمعاهدة فرساي والقيود التي وضعتها علي السفن الحربية بينما كانت الجراف شبي تصل الي 16,280 طن، فكانت متجاوزه وبشكل كبير لكل القيود، وكانت مسلحة بست مدافع عيار 11 أنش ببرجين، وبني الجراف سبي وبقية اشقائه في فئته بحيث يستطيع ان يلحق بأي سفينة يقوم بمطاردتها، فكانت سرعتها القصوى تصل الي 28 عقدة وهو مايساوي 52 كم/س، متفوقه بذلك علي معظم سفن الاسطول البحري الإنجليزي والفرنسي معا.
أجري الطراد جراف شبي خمس دوريات "عدم تدخل" - أي لا تدخل في سير القتال " خلال الحرب الأهلية الإسبانية مابين الاعوام 1936: 1938 وشاركت في الاستعراض الخاص بتتويج الملك جورج السادس ملك إنجلترا في مايو 1937، وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية بقليل نشرتها قيادة القوات البحرية الألمانية في جنوب المحيط الاطلسي لتكون جاهزة للعمل في الممرات البحرية التجارية بمجرد اندلاع الحرب التي يخطط لها الالمان. تم نشر الأدميرال جراف سبي في جنوب المحيط الأطلسي في الأسابيع التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية، ليتمركز في الممرات البحرية التجارية بمجرد إعلان الحرب. وبين سبتمبر وديسمبر من العام 1939 اغرقت الجراف شبي تسعة سفن بأجمالي حمولات 50,089 طن، قبل ان تواجه ثلاثة طرادات بريطانية دفعة واحدة في معركة ريفر بلايت في 13 ديسمبر 1939، حيث قامت الجراف سبي بتوجيه ضربات قاسمة للقطع البريطانية الثلاث، ولكن فجأة انسحبت الجراف سبي من المعركة، ظن القائد البريطاني ان الامر مجرد خدعة وتتبع الطراد الألماني بحذر حتي وجده قد رسي في ميناء مونتيفيديو، وهناك في مونتيفيديو لعب دبلوماسي بريطاني دورا هاما بل وحاسما، وخدع به القبطان الألماني هانس لانغسدورف.