رحلة عميقة في عالم الضربات الإسرائيلية على إيران (يونيو 2025)

الضربات الإسرائيلية على إيران بدأت في الساعات الأولى من يوم الجمعة، 13 يونيو 2025، حين شنّت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية غير المسبوقة وواسعة النطاق على أهداف داخل الأراضي الإيرانية، شملت منشآت نووية، ومصانع صواريخ باليستية، وقادة عسكريين، وعلماء نوويين. وقد أُطلق على العملية الاسم الرمزي «عَم كِلافي» (بالعبرية: עם כלביא، وتعني حرفيًا شعب كلبؤة).

تلت ضربات البداية سلسلة من الهجمات المستمرة على أهداف مختلفة في إيران خلال الأيام التالية. في اليوم التالي لبدء العملية، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تحقيق حرية الحركة في الأجواء الإيرانية، وفي المقابل، شنت إيران عملية رد تحت اسم "عملية الوعد الصادق 3"، شملت إطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل، ما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين وإصابة المئات، بالإضافة إلى التسبب في أضرار كبيرة في الممتلكات.

وذكرت تقارير إعلامية أن دوي انفجارات سُمع في العاصمة الإيرانية طهران، وبالقرب من قواعد عسكرية وفي أحياء يسكنها كبار القادة الإيرانيين. كما أُبلغ عن انفجارات في نطنز، بمحافظة أصفهان، حيث تقع واحدة من أهم المنشآت النووية في إيران.

وقُتل خلال الضربات قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، اللواء محمد باقري، وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي، اللواء غلام علي رشيد.، ومستشار المرشد الأعلى ورئيس المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وقائد قوة الجوفضائية بالحرس الثوري، العميد أمير علي حاجي زاده، ونائب رئيس الاستخبارات في القوة الجوفضائية بالحرس الثوري، العميد خسرو حسني، وقائد الدفاع الجوي فيها العميد ثاني داود شيخيان، ومساعد رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون الاستخبارات الإيرانية، اللواء غلام رضا محرابي، ومساعد رئيس هيئة الأركان العامة الإيرانية لشؤون العمليات، اللواء مهدي رباني.

وأعلنَ الحرسُ الثوري الإيراني في بيانٍ لهُ يومَ الأحد 15 يونيو مقتلَ رئيسِ جهاز الإستخبارات بالحرسِ الثوري، العميد محمد كاظمي، ونائبهِ العميد حسن محقق، والعميد محسن باقري، بالضرباتِ الإسرائيلية على العاصمةِ طهران يومَ الأحد.

وفي وقت لاحق كشفت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن إصابة الرئيس الإيراني، مسعود بزشکيان بجروح طفيف في قدمه خلال الهجوم الاسرائيلي الذي استهدف اجتماعًا للمجلس الاعلى للأمن القومي في إيران يوم الاثنين 16 يونيو 2025 وهو الاجتماع الذي ضم رؤساء السلطات الثلاث، وعقد في الطوابق السفلى لمبنى غربي العاصمة طهران.

وفي 17 يونيو 2025 أعلنت اسرائيل اغتيال علي شادماني، قائد مقر خاتم الأنبياء، بعد أربعة أيام فقط من تعيينه في هذا المنصب، وذلك بعد اغتيال سلفه في نفس الدور، اللواء غلام علي رشيد. وكان شادماني، الذي عينه علي خامنئي، القائد العسكري الأرفع في إيران وقت مقتله. غير أن وسائل إعلام إيرانية رسمية أكدت وفاة شادماني الأربعاء 25 يونيو 2025 متأثرا بإصابات لحقت به في قصف إسرائيلي في وقت سابق.

وأفادت وسائل إعلام إيرانية بمقتل العلماء النوويين فريدون عباسي دواني، الأمين العام الأسبق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، ومحمد مهدي طهرانجي، رئيس جامعة آزاد الإسلامية بطهران، وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو تمكّن من تصفية عددٍ إضافي من العلماء ذوي الخبرات الخاصة المرتبطة مباشرةً ببرنامج إيران النووي، وهم: أكبر مطلب زاده، خبير في الهندسة الكيماوية، وسعيد برجي، خبير في هندسة المواد، وأمير حسن فكهي، خبير في الفيزياء، وعبد الحميد منوشهر، خبير في فيزياء المفاعلات النووية، ومنصور عسكري، خبير في الفيزياء، وأحمد رضا ذو الفقاري دارياني، خبير في الهندسة الذرية، وعلي باكوايي كتريمي، خبير في الميكانيك.

وتم أيضا استهداف رموز السلطة الإيرانية، بما في ذلك مؤسسات حكومية، بهدف تقويض قدرة النظام على إدارة شؤون الدولة. بالإضافة إلى ذلك، نفذت إسرائيل هجمات سيبرانية على النظام المصرفي الإيراني، مما أدى إلى تعطيل خدمات البنوك الإلكترونية وأجهزة الصراف الآلي، مما أثر على ملايين المواطنين. كما تم تنفيذ هجمات على البث التلفزيوني الحكومي، حيث تم اختراق شاشات التلفزيون الإيرانية لبث رسائل مناهضة للنظام.

هذه الهجمات تُظهر تكاملًا بين العمليات العسكرية التقليدية والعمليات السيبرانية، مما يعكس تحولًا في أساليب الصراع بين الدول.

وفقًا للتقارير، نُفذت الهجمات بواسطة الجيش الإسرائيلي والموساد. وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل هاجمت لأن إيران قد تتمكن من إنتاج سلاح نووي خلال "عام" أو "عدة أشهر".

في الأشهر التي سبقت الهجوم، كانت إيران والولايات المتحدة تتفاوضان على اتفاق نووي جديد بعد أن علّق الرئيس الأميركي دونالد ترمب مشاركة بلاده في خطة العمل الشاملة المشتركة خلال الولاية الأولى لدونالد ترمب. تقوم إيران حاليًا بـتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من مستوى صنع الأسلحة، كما تسارع في تطوير برنامجها النووي من خلال تركيب أجهزة الطرد المركزي الأكثر تقدمًا. ويحذر المحللون من أن هذه الأنشطة تتجاوز أي غرض مدني معقول.

قبل يوم واحد من الهجوم، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران غير ملتزمة بتعهداتها النووية، وذلك للمرة الأولى منذ عشرين عامًا. وردّت إيران بفتح موقع تخصيب جديد وتركيب أجهزة طرد مركزي متطورة.

وفي 22 يونيو، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تنفيذ غارات مكثفة بالتنسيق الكامل مع إسرائيل استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، حيث شاركت فيها قاذفات بي-2 وأسفرت عن تدمير كامل للمواقع المستهدفة. ويأتي هذا التحرك بعد فترة طويلة من الحديث عن احتمال توجيه ضربة أميركية مباشرة، ما يمثل تحولاً نوعياً بدخول الولايات المتحدة في مواجهة نشطة مع إيران، وليس فقط من خلال دعم إسرائيل في اعتراض الصواريخ على أراضيها.

في 24 يونيو 2025، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي وصف النزاع بـ"حرب الـ12 يومًا".

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←