كان الدين في العصور الوسطى خلاف الدين في العالم الحديث: عميق التأثير، مركزيّ الأهمية في حياة كل أفراد الأمة. لم يكن بينهم مفهوم لدولة علمانية ليس للدين أي دور فيها وفي شؤونها. الدين في إنجلترا العصور الوسطى يشمل جميع صور مؤسسات الأديان وممارساتها ومعتقداتها في إنجلترا، من نهاية الحكم الروماني في القرن الخامس إلى صعود أسرة تيودور في أواخر القرن الخامس عشر. بانهيار الحكم الروماني انتهى الدين المسيحي الرسمي في شرق ما يُدعى الآن إنجلترا، إذ سيطر الغزاة الأنجلوسكسونيون على أجزاء كبيرة من الجزيرة. ثم بدأ الميل إلى المسيحية مجددًا في أواخر القرنين السادس والسابع. أرسل البابا غريغوري الأول فريقًا تبشيريًّا أدخل في المسيحية تدريجيًّا أغلبَ الممالك الأنجلوسكسونية، في حين كان الرهبان الإسكتلنديون الأيرلنديون نشيطين في شمال إنجلترا. اكتملت هذه العملية تقريبًا بنهاية القرن السابع، لكنها خلفت مجموعة متباينة مربِكة من الممارسات المحلية والطقوس الدينية. بالغزو الفايكنغيّ في القرنين الثامن والتاسع دخلت الوثنية مجددًا في شمال شرق إنجلترا، وحصلت من ثَم موجة أخرى من التحوّلات المُعتقَديّة.
باعتناق المسيحية، انتشرت الكنائس المحلية انتشارًا هائلًا، وكانت الأديرة أساسها. صاحب إنشاءها إنشاء الكاتدرائيات. لكن تلك المؤسسات تأثرت سلبًا في القرن التاسع بغارات الفايكنغ ونهب طبقة النبلاء. أجريت إصلاحات في عهد ملوك وِسِّكْس الذين دعموا «قاعدة بنيديكت» التي كانت مشهورة في القارة حينئذ. الفتح النورماندي في 1066 رفع إلى رأس السلطة مجموعة جديدة من رجال الكنيسة النورمانديين والفرنسيين، اتبع بعضهم جوانب النظام الديني الأنجلوسكسوني السابق، وغيرهم قدّم ممارسات نورماندية. شاع النظام الكلونيّ الفرنسي، وسرعان ما انتشر الأوغسطينيون من بداية القرن الثاني عشر، وبعدئذ في القرن نفسه قَدِم السيسترسيون إنجلترا. وقَدِمت الأخويّتان الدومينيكية وفرنسيسية إنجلترا في عشرينيات القرن الثالث عشر، إلى جانب التنظيمات العسكرية الرهبانية التي ذاعت شهرتها في أوروبا من القرن الثاني عشر.
كان للكنيسة علاقة وثيقة بالسلطة الإنجليزية طول العصور الوسطى. لعب كبار الرهبان والأساقفة دورًا مهمًّا في الحكومة. بعد الغزو النورماندي تنازع الملوك وكبار الأساقفة على حقوق التعيين والسياسة الدينية. وبأوائل القرن الثالث عشر كانت الكنيسة وطدت موقفها من الاستقلال. كان الحج شعيرة دينية شهير في إنجلترا طول العصور الوسطى. وكانت المشاركة في الحملات الصليبية نوعًا من الحج، وقد لعبت إنجلترا دورًا رئيسيًّا في الحملات الثانية والثالثة والخامسة. في ثمانينيات القرن الرابع عشر طرأت عدة تحديات للّاهوت الكنيسي التقليدي، بسبب تعاليم جون ويكليف.