كل ما تريد معرفته عن الديانة في العصر الحجري الحديث في بلاد الشام

كانت البدايات الأولى لظهور الفكر الديني عند الأنسان منذ العصر الحجري الأوسط 100.000 قبل الميلاد، على يد إنسان نياندرتال الذي اكتشف النار والتي يعتقد أن الأنسان قد عبدها باعتبارها أحد عناصر الطبيعة بحيث أن الأنسان استفاد منها في الحماية والدفء والطهي، فلقد تعددت أنواع المواقد النارية التي استخدامها وأحجامها والتي منها ما دخل في العبادات الدينية أو في الاستخدامات اليومية (الحوراني 1998: 10- 11).

و تم الكشف موقع وادي فلاح عن مواقد لنار مشيدة وتكون محفورة في الأرض وقد تم بناء جدران تحيطها من الحجارة أو من الطين المحروق وتم العثور على موقد في مناطق متعددة داخل المسكن (أبو غنيمة 2004: 207)، والموقد كان عبارة عن حفر لا يزيد قطر الموقد الواحد عن متر (أبو غنيمة 2004: 206)، وفي موقع عين ملاحة شيدت المواقد داخل المنطقة السكنية والموقد كان عبارة عن حفر لا يزيد قطر الموقد الواحد عن متر (أبو غنيمة 2004: 206)، عثر على مواقد في مناطق متعددة من المسكن (أبو غنيمة 2004: 207)، وفي موقع ظهرة الذراع عثر على موقد للنار وسط البيت (محيسن2001: 211).

و يعتقد العلماء أيضا أن الأنسان قد عبد الحيوانات وذلك لأن الحيوان هو الكائن الحي الذي ينافسه على لقمة العيش وعلى خيرات الطبيعة، فكان لأبد من السيطرة عليه والتحكم به وتدجينه وعبادته، وبعد أن سيطر الأنسان على النار استخدامها لإخافة الحيوانات والسيطرة عليها، فعبد الأنسان الحيوانات خوفا منها ومن القوة التي امتلكتها والتي تفوق القوة البشرية، أو حتى طمعا في لحمها وجلدها وركوها واستخدامها في الزراعة، ومن الحيوانات التي عبدها الغزال والثور والماعز والأفعى التي تحمل رموز جنائزية والطيور الجارحة (الحوراني 1998: 12- 16).

أما عبادة الربة الأم فقد كان لها شكلا خاص باعتبارها أحد أهم الرموز للخصب والأمومة والتكاثر البشري واستمرارية الحياة، وكانت البدايات الأولى بالاهتمام بالمرأة منذ العصر الحجري القديم عن طريق مجموعة من الدمى والتي مثلت (فينوس)، كما وظهرت على جدران الكهوف في أوروبا كرسوم تصويرية، وجاءت التماثيل الأولى للمرأة بشكل منفصل لأعضاء الأنثوية، أما الذكر فلم يحظى بالاهتمام التي حظيت به المرأة، ومع ذلك فقد تم العثور على أعضاء ذكرية في منطقة يورنو والتي يعتقد بأنها الألعاب ليس إلا (الحوراني 1998: 17).

أما فيما يسمى بعبادة الأسلاف أو الأجداد (عبادة الجماجم)، على اعتبار أن هذ العبادة تعنى بعبادة الأسلاف القائمة على الخوف من الأنسان الحي على اعتباره أنه مصدر السيطرة السياسية، أما الخوف من الميت فهو مصدر للسيطرة الدينية، فقد تم طلي الجماجم بالجص وأحيانا بالأسفلت التي ظهرت في أريحا (الحوراني 1998: 17 -18)، وكان الهدف الذي رمت إليه عبادة الأسلاف إلى التجمع والتماسك حول مركز روحي معين وذلك باعتبار أرواح الموتى المقدسة (كوفان 1988: 75).

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←