أريحا (بالإنجليزية: Jericho) هي مدينة فلسطينية تاريخية قديمة تقع علي الضفة الغربية لنهر الأردن وعند شمال البحر الميت، والتي يعود تاريخها إلى 10,000 سنة قبل الميلاد. قسم علماء ما قبل التاريخ العصر الحجري الحديث إلى عدة مراحل; العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار (8500- 5500ق.م) ويقسم إلى; أولا العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار أ (8500- 7500ق.م)، وثانيا العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار ب (7500- 6000ق.م) ,الذي يقسم إلى; المرحلة المبكرة (7500- 7200ق.م)، المرحلة المتوسطة (7200- 6500ق.م)، المرحلة المتأخرة (6500- 6000ق.م)، وثالثا العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار ج (6000- 5500ق.م)، ورابعا العصر الحجري الحديث الفخار (5500- 4500ق.م). تتحدث هذه المقالة عن العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار في أريحا، وسنتحدث فيه عن المرحلتين أ - ب من هذا العصر وذلك لعدم العثور على معطيات من المرحلة ج. يعرض هذا المقال الموقع الجغرافي لمدينة أريحا والنشاطات الميدانية التي جرت فيها، كذلك التعرف على الديانة وطقوسها والموارد الاقتصادية التي اعتمد عليها إنسان اريحا، بالإضافة إلى تناول معلومات عديدة عن العمارة من حيث طبيعتها والأدوات من خلال شكلها ووظيفتها، وأيضاً الفنون التي مارسوها من خلال ما عثر عليه من تماثيل آدمية وحيوانية.
تعد أريحا الموقع الوحيد الذي قدمت فيه دراسة إنسانية برهنة على إمكانية وصول ثقافة جديدة من أصل غريب إلى موقع من دون أن يكون فيه ثمة أشخاص لكي يعتمدوها، فقد وصلت فعلاً جماعة جديدة هم المريبطيين إلى أريحا مع المرحلة ب من العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار في الوقت نفسه بعض قصار الرأس (Branchycéphales). ومع ذلك فإن هؤلاء الواصلين الجدد لم يحلوا محل المتوسطين الضخام من الثقافة السلطانية، بل انضموا إليهم ليؤلفوا مجموعة مركبة عرقياً. ومن هنا يتوضح امتزاج السمات الثقافية بشكل حسي، وينتج تثاقف المرحلة ب من العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار هنا دون لبس من إسهام عرقي هو توسع شعب قادم من سوريا ليغطي خلفية شعب أهلي دون أن يدمرها منصهراً فيها.
وهكذا يتأسس تصنيف مركبات المرحلة ب من العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار في أريحا على الشكل التالي: فالعمارة والتسليح مع طريقة جديدة لاستخراج نصال الصوان، يحملان كما في الأناضول علامة القادمين الجدد الذين أحضروا معهم في الوقت نفسه زروعهم الشمالية ممثلة ببر القفقاس، وتمثل على العكس وثائق ذات صفة أكثر تدجينية مثل: شغل العظم والألياف النباتية، الموروث المحلي الذي استمر. وأخيراً فإن سمات أخرى خاصة بجماعات المرحلة ب من العصر الحجري الحديث ما قبل الفخار في أريحا، مثل: رؤؤس أريحا أو الاستخدام الكثيف بشكل خاص للكلس، هي كذلك تفردات محلية مزادة على تقنيات أتية من الخارج.