الارتجاع أو الذاكرة المتكررة اللاإرادية هو ظاهرة نفسية يمر فيها الفرد بتجربة مفاجئة، وغالبًا ما تكون قوية، لاستعادة تجربة ماضية أو عناصر من تجربة ماضية. يمكن أن تكون هذه التجارب مرعبة، أو سعيدة، أو حزينة، أو مثيرة، أو مصحوبة بأي مشاعر أخرى. يُستخدم هذا المصطلح خصوصًا عندما تُسترجع الذاكرة بشكل لا إرادي، لا سيما عندما تكون شديدة لدرجة أن الشخص "يعيش" التجربة من جديد، ولا يستطيع التعرف تمامًا على أنها ذكرى لتجربة سابقة وليست شيئًا يحدث في "الوقت الحاضر".
التاريخ
الارتجاعات هي "تجارب شخصية تطرأ على وعيك دون أي محاولة واعية أو مخططة للبحث أو استرجاع هذه الذاكرة". أحيانًا لا يكون لهذه التجارب علاقة كبيرة أو أي علاقة بالوضع الحالي. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، يمكن للارتجاعات أن تعطل الحياة اليومية بشكل كبير.
تنقسم الذاكرة إلى عمليات إرادية (واعية) ولا إرادية (غير واعية) تعمل كل منها بشكل مستقل عن الأخرى. تعود النظريات والأبحاث حول الذاكرة إلى هيرمان إبينغهاوس، الذي بدأ دراسة المقاطع عديمة المعنى. صنّف إبينغهاوس ثلاث فئات مميزة للذاكرة: الذاكرة الحسية، والذاكرة القصيرة الأمد، والذاكرة طويلة الأمد.
الذاكرة الحسية تتألف من تخزين مؤقت جدًا للمعلومات ضمن وسيلة معينة (مثل الخط الذي تراه بعد تحريك شعلة ضوئية في مجال رؤيتك، وهو ناتج عن الذاكرة الحسية).
الذاكرة القصيرة الأمد تتكون من المعلومات المستخدمة حاليًا لإكمال المهمة الجارية.
الذاكرة طويلة الأمد تتكون من الأنظمة المستخدمة لتخزين الذكريات على مدى فترات طويلة. وهي التي تُمكّنك من تذكر ما حدث قبل يومين عند الظهر، أو من اتصل بك الليلة الماضية.
لم تُجرَ أبحاث كثيرة حول الارتجاعات في مجال علم النفس المعرفي. ومع ذلك، فقد دُرست ضمن المجال السريري، وتم التعرف عليها كأعراض لعدة اضطرابات، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة. جادل ميلر (١٩٦٢–١٩٧٤) بأن الذكريات اللاإرادية لا يجب دراستها بسبب هشاشتها.