الأيديولوجية الدينية السياسية للإسلاموية، المعروفة أيضًا بالإسلام السياسي أو الأصولية الإسلامية، التي يُحتمل أنها «غيّرت الشرق الأوسط أكثر من أي توجّه آخر منذ استقلال الدول الحديثة»، وأعادت تعريف «السياسة وحتى الحدود» (وفقًا لمراقب واحد على الأقل، المؤلف روبن رايت)، نشطة في العديد من الدول حول العالم.
تتخذ الإسلاموية أشكالًا متعددة، ولكن وُصِفَت بأنها أيديولوجية تسعى إلى إحياء الإسلام بقوته ومجده السابقين، وتنقيته من العناصر الدخيلة، وإعادة تأكيد دوره في «الحياة الاجتماعية والسياسية إلى جانب الحياة الشخصية». وعلى وجه الخصوص، تهدف إلى إعادة تنظيم «الحكومة والمجتمع وفقًا للقوانين التي يقرّها الإسلام» (أي الشريعة الإسلامية).
تتضمن الشخصيات المركزية والبارزة في الإسلاموية خلال القرن العشرين: حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين)، وسيد قطب، وأبو الأعلى المودودي، وروح الله الخميني (مؤسس جمهورية إيران الإسلامية)، وحسن الترابي.
دعا كل من البنا والمودودي إلى استراتيجية «إصلاحية» لإعادة أسلمة المجتمع من خلال النشاط الاجتماعي والسياسي الشعبي القائم من القاعدة. في حين دعا إسلاميون آخرون مثل الترابي إلى استراتيجية «ثورية» لأسلمة المجتمع عن طريق ممارسة سلطة الدولة، أو من خلال الجمع بين الأسلمة الشعبية والثورة العنيفة كما في حالة سيد قطب. أطلق هذا المصطلح على الحركات الإصلاحية غير الحكومية، والأحزاب السياسية، والميليشيات، والجماعات الثورية. يشدد الإسلاميون على ضرورة تطبيق الشريعة، وتحقيق الوحدة السياسية الإسلامية الشاملة، وإنشاء دول إسلامية (وتوحيدها في نهاية المطاف)، فضلًا عن رفض التأثيرات غير الإسلامية – وبالأخص الغربية أو العالمية، سواء كانت اقتصادية، أو عسكرية أو سياسية أو اجتماعية أو ثقافية.
جادل كاتب واحد على الأقل، مثل غراهام إي. فولر، بضرورة توسيع مفهوم الإسلاموية كأحد أشكال سياسات الهوية، التي تشمل «دعم الهوية الإسلامية، والأصالة، والإقليمية الأوسع، والإحياء، وتنشيط المجتمع». يفضل الإسلاميون أنفسهم مصطلحات مثل «الحركة الإسلامية» أو «العمل الإسلامي» بدلًا من «الإسلاموية»، معتبرين أن هذا المصطلح يوحي بأن الإسلاموية هي شيء مختلف عن الإسلام المجدد والمحيى.
وفي السياقات العامة والأكاديمية، انتُقد مصطلح "الإسلاموية" لارتباطه بدلالات العنف والتطرف وانتهاكات حقوق الإنسان من قِبل وسائل الإعلام الغربية، مما أدى إلى تصاعد الإسلاموفوبيا وتكريس الصور النمطية. في السياقات العامة والأكاديمية، تعرض مصطلح «الإسلاموية» للانتقاد لارتباطه بدلالات العنف والتطرف وانتهاكات حقوق الإنسان من قبل وسائل الإعلام الغربية، مما أسهم في تصاعد الإسلاموفوبيا وتعزيز الصور النمطية.
بعد الربيع العربي، شاركت العديد من التيارات ما بعد الإسلاموية بشكل قوي في السياسة الديمقراطية، في حين أن تيارات أخرى أنتجت ما وُصف بـ «أكثر الميليشيات الإسلامية عدوانية وطموحًا» حتى الآن، مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).