في التاريخ الفلسطيني، وفي التاريخ العربي والعالمي؛ ثمة أسماء عديدة كتبت الشعر والنثر وأصحابها يقبعون خلف الزنازين. من الأدباء العرب الذين سجّلوا تجربتهم وهم في السجون العربية: الشاعر أحمد فؤاد نجم (في ديوان الفاجومي)، الروائي صنع الله إبراهيم (رواية/ تلك الرائحة)، الكاتب شريف حتاتة (سيرة/ العين الزجاجية)، عبد الرحمن منيف (رواية/ شرق المتوسط)، عبد اللطيف اللعبي (رواية/ مجنون الأمل)، فاضل الغزاوي (رواية/ القلعة الخامسة)، الطاهر بن جلون (رواية/ تلك العتمة الباهرة)، وغيرهم؛ أمّا على المستوى العالمي فنجد أدباء وشعراء مناضلين أمثال: لوركا، نيرودا، ناظم حكمت، ويوليوس فوتشيكو.
من الشعراء الذين نظموا الشعر في معتقلات الحكم التركي؛ الشاعر الشيخ سعيد الكرمي، الذي صدر بحقه حكمًا بالإعدام، استبدل بالسجن المؤبد بعد الحرب العالمية الأولى؛ وذلك لمناهضته الحكم التركي ومفاسده. وفي عام 1937 كتب الشاعر الشعبيّ عوض النابلسيّ على جدران زنزانته أبياتًا شعرية تعبّر عن مدى القهر والألم الذي يعانيه جراء تخاذل العرب عن نصرة فلسطين، قصيدته الشّهيرة «ظنّيت إلنا ملوك تمشي وراها رجال»؛ وذلك قبل أن تنفّذ فيه القوات البريطانية حكم الإعدام. كما كتب الدكتور أسعد عبد الرحمن في بداية سبعينات القرن العشرين «أوراق سجين»، وصدرت مجموعة قصص «ساعات ما قبل الفجر» للأديب محمد خليل عليان في بداية ثمانينات القرن الماضي، «أيام مُشينة خلف القضبان» لمحمد أحمد أبو لبن، «ترانيم من خلف القضبان» لعبد الفتاح حمايل، «رسائل لم تصل بعد» ومجموعة «سجينة» القصصية للرّاحل عزّت الغزّاوي، «قبّل الأرض واستراح» لسامي الكيلاني، «نداء من وراء القضبان» و«الزنزانة رقم 706» لجبريل الرجوب، روايات «ستائر العتمة» و«مدفن الأحياء» و«أمّهات في مدفن الأحياء» وحكاية «العمّ عز الدين» لوليد الهودلي، بالإضافة لذلك، كتبت عائشة عودة «أحلام بالحرّية» و«ثمناً للشّمس». كما خلّد الشاعر إبراهيم طوقان الشهداء الثلاثة «عطا الزير ومحمد جمجوم وفؤاد حجازي» الذين أعدمتهم سلطات الاستعمار الإنجليزي عام 1930 عقب ثورة البراق.
ومن الشعراء الفلسطينيين الذين كتبوا في التجربة الأدبية الاعتقالية أيضًا: محمود درويش، معين بسيسو، توفيق زياد، وسميح القاسم.