فك شفرة سجنيات الشعر العربي

سجنيات الشعر العربي هي تلك القصائد التي كتبها أصحابها خلف القضبان ومفردها «سجنية» وكل قصيدة كتبها صاحبها في سجنه سميت (سجنية) فيقولون سجنية علي بن الجهم، وسجنية المتنبي - وقد تجاوز البعض في العصر الحديث، واستخدم مصطلح السجنيات لكل أدب يكتب داخل السجون سواء كان قصة أم رواية أم نصاً أدبياً يصور معاناة صاحبه وأشواقه وصراعات جوانحه ، لكننا هنا معنيون أكثر بالقصيدة، لأن الشعر هو الأقدم بين كل فنون الأدب الأخرى، ولأن الشعر هو الأوفر حظاً في هذا الباب في كل العصور، ومرجع ذلك أن النفس المكلومة تلجأ للشعر لأنه الأكثف لغةً والأقدر على إجمال المعاني في قليل الكلام؛ علاوة على الإيقاع والموسيقى والأثر النفسي الذي يتحقق في الشعر دون بقية فنون الأدب الأخرى؛ مما يجعله قادراً على توجيه الرأي العام؛ ولعل مقولة عبد الله بن عمر: «أفضل صناعات الرجل بيت ٌ من الشعر يقدمه في صدر حاجته يستعطف به قلب اللئيم»، تبين لنا دور الشعر في العلاقة بين الحاكم والمحكوم، كما أن الشعر منذ بداياته الأولى قد عرف كسلاح مقاوم في مواجهة الظلم والاستبداد - والسجن تجربة ثرية لمن ابتلي بها من الشعراء والكتاب على مر العصور، والشعر العربي زاخر بآيات من الفن في هذا الباب، لشعراء وكتاب عانوا تجربة السجن أو الأسر؛ ففاضت قرائحهم شعرا ثائراً أبياً ناطقاً بروح المقاومة وإرادة الحياة، وعالج آخرون تلك التجربة علي أنها محنة ستنتهي؛ كما تنتهي كل المحن ومثلما تنتهي الحياة، فوضعوا في ذلك المقاربات والمقارنات، ولديهم الآمال الكبيرة بالخـلاص والحرية، ومنهم من روعته السجون والقيود، وحالت بينه وبين أحبائه، فراح يناجي أبناءه الصغار وزوجه وخلانه في ظلامها الحالك، وعيشها المنكود

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←