فهم حقيقة اضطراب الحزن المطول

اضطراب الحزن المُطوّل، ويُعرف أيضًا بالحزن المعقّد، الحزن الناتج عن الصدمة، واضطراب الفقد المعقّد والمستمر، هو اضطراب نفسي يتكوّن من مجموعة مميزة من الأعراض التي تظهر بعد وفاة أحد أفراد العائلة أو صديق مقرّب (أي الحِداد). يُعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من انشغال دائم بالحزن ومشاعر الفقد إلى درجة تُسبب ضيقًا نفسيًا كبيرًا وتأثيرًا واضحًا على الأداء الوظيفي، وتظهر هذه الحالة عبر مجموعة من الأعراض، منها الاكتئاب، والألم العاطفي، والخدر العاطفي، والشعور بالوحدة، واضطراب الهوية، وصعوبة إدارة العلاقات الشخصية. كما أنّ صعوبة تقبّل الفقد أمر شائع، وقد تظهر في شكل اجترار ذهني حول الوفاة، أو رغبة شديدة في العودة إلى المتوفى، أو عدم تصديق أن الوفاة قد وقعت. ويُقدّر أن حوالي 10 بالمئة من الناجين الذين خسروا أحد أحبّائهم يُصابون بهذا الاضطراب، رغم أنّ النسبة تختلف حسب العينة السكانية والتعريفات المستخدمة.

في آذار 2022، تم إدراج اضطراب الحزن المطوّل كاضطراب نفسي في "الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية – الطبعة الخامسة، المراجعة النصية". كما تم إدراجه في النسخة الحادية عشرة من "التصنيف الدولي للأمراض" . ولتشخيص الإصابة، يجب أن تظهر الأعراض بشكل متكرر (عادةً بشكل يومي على الأقل)، وأن تستمر لمدة تتراوح بين 6 إلى 12 شهرًا على الأقل.

العلامات والأعراض

تشمل الأعراض السلوكية لاضطراب الحزن المطوّل ما يلي:



معدلات مرتفعة من التفكير بالانتحار ومحاولاته.

تراجع في الأداء الوظيفي.

سلوكيات متكررة في البحث عن العلاج.

سلوكيات صحية ضارة.

ويُعد الاضطراب أيضًا عامل خطر للإصابة بأعراض جسدية متنوعة قد تشمل:



انخفاض جودة الحياة لدى البالغين والأطفال.

السرطان.

خلل في الجهاز المناعي.

ارتفاع ضغط الدم.

حوادث قلبية.

تلعب العلاقة الشخصية مع المتوفى دورًا كبيرًا في تفاوت شدة الأعراض. فعادةً ما يُظهر الأزواج، والآباء، والأبناء مستويات شديدة من الأعراض، يليهم الإخوة، الأصهار، والأصدقاء. وقد وُجد أن القرب العاطفي من المتوفى يُعد مؤشرًا هامًا للاستجابات المرضية للحزن. وغالبًا ما يشعر الأشخاص الثكالى بالحاجة إلى فهم سبب انتحار أحبّائهم، خاصةً إذا لم يترك المتوفى رسالة توضيحية.

الحزن هو استجابة شائعة للحزن ، ويحدث في مجموعة متنوعة من الشدة والمدد، ومع ذلك فإن أقلية فقط من حالات الحزن تلبي معايير الشدة والمدة لتستحق تشخيص اضطراب الحزن المطول؛ يتم أخذه في الاعتبار عندما تكون قدرة الفرد على العمل ومستوى الضيق بسبب الخسارة شديدًا ومستمرًا. يمكن للأشخاص المصابين بـ اضطراب الحزن المطول أن يختبروا ألمًا مزمنًا وشوقًا للمتوفى العزيز، ويشعرون أنهم لم يعودوا نفس الشخص ( اضطراب الهوية )، وينفصلون عاطفيًا عن الآخرين، أو يفتقرون إلى الرغبة في "المضي قدمًا" (في بعض الحالات يشعرون أن القيام بذلك سيكون خيانة للشخص المتوفى الآن). وعلى الرغم من أن الحزن الطبيعي يبقى مع الشخص الثاكل في المستقبل البعيد، إلا أنه يُعتقد أن قدرته على تعطيل حياة الناجي تتبدد بمرور الوقت.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←