أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كُلَّاب (بضم الكاف وتشديد اللام) القطان البصري المعروف باسم ابن كلاب، كان من علماء الدين السنة، وأبرز المتكلمين بالبصرة في زمانه، صاحب التصانيف في الرد على المعتزلة. أخذ عنه الكلام داود بن علي الظاهري، قاله أبو الطاهر الذهلي. وقيل: إن الحارث المحاسبي أخذ علم النظر والجدل عنه أيضاً. وكان يلقب كلاباً؛ لأنه كان يجر الخصم إلى نفسه ببيانه وبلاغته. وأصحابه هم الكلابية، وكان يرد على الجهمية والمعتزلة.
تزعَّم ابن كُلَّاب جماعةً تتكوَّن أساسًا من طلاب الشافعي المباشرين والجيل الثاني، وكان منهم الكَرابيسي، والقَلانسي، والمحاسبي، والبخاري، وأبو ثور، وداود الظاهري.
اشتهر الكلابية بانتقادهم الشديد لللجهمية والمعتزلة والمشبِّهة والمجسمة باستخدام الأساليب العقلية (علم الكلام) للدفاع عن عقيدة سلفية في الإسلام السني. تلاه من بعدها استخدم الأشعري نفس المنهج، والذي كان يفضله المعتزلة للدفاع عن عقيدة أهل الحديث نفسها، مواصلًا الإرث الذي أورثه له ابن كُلَّاب، ليؤسس الأشعري أول مدرسة كلامية لإثبات عقائد أهل الحديث.
وقد خالفوا عقيدة المعتزلة في مسألة خلق القرآن (خلق القرآن) من خلال إدخال تمييز بين كلام الله (اسموه الكلام النفسي) ونطقه.
وقد أثنى عليهم معدد من العلماء المشهورين، منهم ابن عساكر، تاج الدين السبكي، ابن حجر العسقلاني، ابن خلدون، ابن أبي زيد القيرواني، ابن قاضي شهبة، جمال الدين الإسنوي، كمال الدين البياضي في كتابه إشارات المرام، أبو منصور البغدادي في كتابه كتاب أصول الدين، والشهرستاني في الملل والنحل، والكوثري.