اكتشف أسرار أهل الحديث

أهل الحديث هي اتجاه ومدرسة إسلامية سنية ظهرت في القرنين الثاني والثالث الهجريين (أواخر القرن الثامن والتاسع الميلادي) كحركة من علماء الحديث الذين اقتصروا في استمداد الأحكام الفقهية والعقيدة على القرآن والحديث. شكل أهل الحديث الكتلة الأكثر سلطة وهيمنة في الإسلام السني قبل ظهور المذاهب الفقهية.

في الفقه، كان أهل الحديث معارضين للفقهاء المعاصرين لهم، الذين كانوا يعتمدون في استنباط الأحكام على الرأي الفقهي المدروس، أو على العرف المحلي الحي. هؤلاء الفقهاء كانوا يُطلق عليهم أحيانًا بشكل سلبي اسم أهل الرأي للدلالة على اعتمادهم على الرأي الشخصي أو التقليد المحلي في القضايا التي لم يرد بها نصوص. أهل الحديث كانوا ينتقدون التقليد (أي اتباع آراء العلماء أو الرأي الفقهي من دون الرجوع إلى دليل من القرآن أو السنة). بالمقابل، كانوا يدعون إلى الاتباع، أي الالتزام بما جاء في القرآن والسنة والاعتماد على المعاني الحرفية للنصوص فقط، مع طلب الأدلة الشرعية لكل حكم. لاحقًا، بدأت المدارس الفقهية الإسلامية الأخرى تدريجيًا في قبول الاعتماد على القرآن والحديث الذي دعا إليه أهل الحديث كمرجع صالح،

في العقيدة، كان أهل الحديث في مواجهة مع المعتزلة والتيارات الأخرى، حيث استنكروا العديد من نقاط عقائدهم بالإضافة إلى الأساليب العقلانية المفرطة التي استخدمها المعتزلة في الدفاع والتبرير عن معتقداتهم. وكان من أبرزهم الإمام أحمد بن حنبل والذي يعد فيما بعد مؤسس مدرسة الأثرية في العقيدة.

ومن جهة أخرى تزعَّم ابن كُلَّاب جماعةً تتكوَّن أساسًا من طلاب الشافعي المباشرين والجيل الثاني، وكان منهم الكَرابيسي، والقَلانسي، والمحاسبي، والبخاري، وأبو ثور، وداود الظاهري. ولكن باستخدام المنهج العقلي (علم الكلام) للدفاع عن عقيدة أهل الحديث. تلاه من بعدها استخدم الأشعري نفس المنهج والذي سمي بالمنهج الكلامي أو علم الكلام، والذي كان المعتزلة يستخدمونه، استخدمه الأشعري للدفاع عن عقيدة أهل الحديث نفسها، مواصلًا الإرث الذي أورثه له ابن كُلَّاب، ليؤسس الأشعري أول مدرسة كلامية لإثبات عقائد أهل الحديث، تلاه من بعد الماتريدي.

في القرون التالية، أصبح مصطلح "أهل الحديث (مع مصطلحات أخرى مثل: أو أهل الأثر أو الأثرية أو الحنابلة) يشير إلى علماء المذهب الحنبلي والظاهرية الذين رفضوا استخدام علم الكلام، وتمسكوا بعقيدة أحمد بن حنبل وخاصةً داوود الظاهري. وقد دافعت عنها في العصر الحديث حركة السلفية. واستعمل مصطلح أهل الكلام للمدارس الأخرى والتي يدخل بها الأشاعرة والماتريدية من السنة، والفرق الأخرى التي استعملت نفس المنهج مثل المعتزلة والجهمية والكرامية.

ويُستخدم مصطلح «أهل الحديث» أحيانًا بمعنى أوسع للدلالة على الالتزام الشديد بالحديث وبآراء وأسلوب حياة معاصري محمد صلى الله عليه وسلم والأجيال الأولى من المؤمنين.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←