إنسان بيلتداون، كانت واحدة من أشهر عمليات التزييف في علم مستحاثات البشر، حيث تم تقديم قطع من العظام على أنها بقايا متحجرة لإنسان مبكر غير معروف سابقًا. ورغم وجود شكوك حول مصداقيتها منذ الإعلان عنها عام 1912، إلا أنها قُبلت على نطاق واسع لعدة عقود، ولم يُثبت زيفها بشكل قاطع إلا في عام 1953. لاحقًا، أكدت مراجعة علمية شاملة أُجريت عام 2016 أن عالم الآثار تشارلز داوسون كان المسؤول عن هذا الاحتيال.
في البداية، ادعى داوسون في عام 1912 أنه عثر على "الحلقة المفقودة" بين القردة والإنسان. وفي فبراير من نفس العام، تواصل مع آرثر سميث وودوارد، أمين قسم الجيولوجيا بمتحف التاريخ الطبيعي، مشيرًا إلى اكتشاف جزء من جمجمة تشبه الإنسان تعود إلى العصر الحديث الأقرب بالقرب من بيلتداون، شرق ساسكس. أعلن داوسون وودوارد خلال صيف ذلك العام عن العثور على مزيد من العظام والأدوات في نفس الموقع، وادعيا أنها تنتمي إلى نفس الفرد. تضمنت الاكتشافات فكًا سفليًا، أجزاءً إضافية من الجمجمة، أسنانًا، وأدوات حجرية بدائية.
قام وودوارد بإعادة تركيب شظايا الجمجمة وخلص إلى أنها تعود لسلف بشري عاش قبل 500,000 عام. تم الإعلان عن الاكتشاف رسميًا في اجتماع الجمعية الجيولوجية وأُطلق عليه اسم Eoanthropus dawsoni. ومع ذلك، ظلّت أهمية هذه الاكتشافات مثار جدل حتى أثبتت التحاليل العلمية في عام 1953 أنها مزيفة تمامًا. أظهرت التحاليل أن الفك السفلي والأسنان كانت لإنسان غاب تم تعديلها عمدًا لتبدو بشرية، وتم دمجها مع جمجمة إنسان حديث ذي دماغ صغير.
تُعد خدعة إنسان بيلتداون بارزة لسببين رئيسيين: أولاً، الجدل الكبير الذي أثارته حول تطور الإنسان، وثانيًا، الفترة الطويلة ــ 41 عامًا ــ التي استغرقها الكشف عن التزوير منذ الإعلان عن الاكتشاف الأول.