يعد إعصار إيزابيل أكبر عاصفة في عام 2003 من حيث عدد الضحايا وحجم الأضرار الناجمة عنه. فهو يُعَد العاصفة الاستوائية التاسعة والإعصار الخامس، والمصنف الثاني من حيثُ الشدة بين أعاصير ذلك العام.
بدأ إعصار إيزابيل في يوم 6 سبتمبر، نتيجة لموجة استوائية حدثت في المناطق الاستوائية شمال المحيط الأطلسي، حيث اتَّجهت إلى الشمال الغربي في تيار منخفض والتقت مع المياه الدافئة حيث تكثفت المياه تدريجياً حتى وصلت إلى الذُروة مُصاحِبةً برياح تبلُغ سُرعتها 270 كم/ ساعة، وذلك في يوم 11 سبتمبر. وعلى مدار الأيام الأربعة التي تلت ذلك تغيَّر مِقدار شدة الإعصار، حيث بدأ يفقد قوته عندما اصطدم بالأرض في منطقة أوتر بانكس في ولاية كارولينا الشمالية في يوم 18 سبتمبر، وكانت سرعة الرياح تُقَدر بنحو 165 كم / ساعة عندما وصل إلى الساحل. وسُرعان ما فقدت المياه كثافتها وأصبح الإعصار خارج المدار عندما وصل إلى ولاية بنسلفانيا في اليوم التالي. وغمرت العواصف المُصاحبة لإعصار إيزابيل جزيرة هاتيراس وحفرت بها قناة، وهذه القناة معروفة الآن باسم قناة إيزابيل.
نجمت عن الإعصار أضرارٌ كبيرة على امتداد الساحل الشرقي الأمريكي وصولاً إلى أراضي ولاية فرجينيا الغربية. تمثّلت هذه الأضرار في تَحطُّم خطوط الكهرباء نتيجة للرياح القوية، وتَكتُل مياه الأمطار الغزيرة من ولاية كارولينا الجنوبية حتى ولاية مين، ومن الساحل وصولاً إلى ميشيغان. وبالتالي تُرِكَ حوالي 6 ملايين شخص بدون كهرباء في شرق الولايات المتحدة. بلغ إجمالي الأضرار نحو 3.6 مليار دولار أمريكي في عام 2003، بالإضافة إلى 16 حالة وفاة حدثت بطريقة مباشرة ناجمة عن العاصفة في سبع ولايات، وأكثر من 35 حالة وفاة حدثت بطريقة غير مباشرة في 6 ولايات أمريكية، وفي منطقة أونتاريو بكندا. وقعت 64% من الخسائر و68% من إجمالي حالات الوفاة في ولايتي فرجينيا وكارولينا الشمالية. وكانت الأضرار الأكثر بروزاً في منطقة أوتر بانكس، حيث دُمِّرَت آلاف المنازل بالكامل وأُصيبت بعضُها بالعديد من الأضرار. ومع ذلك، فإن أسوأ آثار إعصار إيزابيل تُعتَبر في ولاية فرجينيا التي وقع فيها أكبر عددٍ من الضحايا وأيضاً أعلى قدر من الخسائر المادية.