الأنانية النفسية هي النظرية التي تعتبر أن الدافع الأساسي وراء الأفعال الإنسانية هو المصلحة الشخصية، حتى في الأفعال التي يبدو عليها طابع الإيثار و العطاء؛ حيث ترى أنه حتى حينما يختار الإنسان تقديم المساعدة لغيره فإن الغاية النهائية وراء هذا الخيار تكون المنافع الشخصية التي يتوقع بأن يحصلها - بشكل مباشر أو غير مباشر - من وراء القيام بهذا الفعل. و تبدو هذه النظرية ذات طابع توصيفي أكثر منه معياري؛ بما أنها تدور في فلك توصيف ما هو كائن، لا ما ينبغي أن يكون. و لكن قد تكون هذه النظرية مرتبطة بأنماط معيارية، كما في الأنانية الأخلاقية، و الأنانية العقلانية.
إحدى أشهر الأمثلة على هذه النظرية هو مذهب اللذة، و الذي يرى بأن الدافع الأساسي لجميع الأفعال البشرية هو الرغبة في تحصيل اللذة و تفادي الألم. و معظم المناقشات حول الأنانية النفسية تدور حول هذه الرؤية.. هناك من المنظرين من خالف هذا المذهب و قام بتفسير الأفعال بالمصلحة الشخصية دون استخدام اللذة و الألم كعلل نهائية للفعل البشري.. أما مذهب اللذة فيرى بأن السبب وراء الأفعال هو تحصيل السعادة في اللحظة الحاضرة، أو في المستقبل، و على هذا فقد يتم التضحية في المتعة الحاضرة من أجل تحصيل متعة أكبر في المستقبل. و أيضاً، وفقاً لهذه النظرية، فان الإنسان لا يتحرك بشكل صارم لتجنب الألم، فقد يتحمل الألم و يتعرض له في سبيل تحقيق لذة منتظرة. تبدو كل الأفعال - وفقاً لهذ المذهب - كأدوات في سبيل زيادة مقدار اللذة و إنقاص مقدار الألم، حتى تلك الأفعال التي تبدو ذات طبيعة غيرية، كالعطاء و الإيثار، أو تلك الأفعال التي لا تحقق تغيراً في اللحظة الحاضرة في مستويات الإشباع.