تُستخدم توقعات مدة العمليات الجراحية لجدولة الجراحات المخططة/الاختيارية بهدف تحقيق الاستفادة القصوى من استخدام قاعات العمليات وفقًا للقيود السياسية. مثال على استخدام قيد معين هو تحديد حد مسبق لنسبة الجراحات المؤجلة (نتيجة لعدم توفر غرف العمليات أو غرف الإنعاش). إن الارتباط الوثيق بين توقعات مدة العمليات الجراحية وجدولة الجراحات هو بسبب أن البحث العلمي غالبًا ما يتناول كل من أساليب الجدولة وطرق التنبؤ بمدة العمليات الجراحية والعكس صحيح ومن المعروف أن فترات العمليات الجراحية بها تباين كبير لذا، تحاول الطرق التنبؤية لمدة العمليات الجراحية تقليل هذا التباين من ناحية (عن طريق التصنيف والمتغيرات المشتركة كما سيُوضح لاحقًا)، ومن ناحية أخرى تستخدم أفضل الطرق المتاحة لاستنتاج توقعات دقيقة لمدة الجراحة وكلما كانت التوقعات أكثر دقة، كلما كانت جدولة العمليات الجراحية أفضل (من حيث تحسين استخدام غرفة العمليات المطلوبة).
من شأن الطريقة التنبؤية لمدة الجراحة أن توفر توزيعًا إحصائيًا مثاليًا للتوقع بمدة الجراحة (تحديد التوزيع وتقدير مقاييسه). بمجرد تحديد مدة الجراحة بشكل كامل يمكن استخلاص أنواع مختلفة من المعلومات المرغوب منها على سبيل المثال، المدة الأكثر احتمالية (الوضع) أو احتمال ألا تتجاوز مدة الجراحة القيمة المحددة وفي أسوأ الظروف تتنبأ الطريقة التنبؤية لمدة الجراحة على الأقل ببعض الخصائص الأساسية لتوزيع مدة الجراحة مثل معلمات الموقع والمقياس (المتوسط، الوسيط، الوضع، الانحراف المعياري أو معامل الاختلاف).
قد تكون أيضًا بعض النسب المئوية المرغوبة لتوزيع مدة الجراحة هدفًا للتقدير والتنبؤ مثل تقديرات الخبراء و الرسوم البيانية التجريبية لتوزيع مدة الجراحة (وذلك بناءً إلى سجلات الحاسوب التاريخية) وتقنيات استخراج البيانات و تقنيات اكتشاف المعرفة غالبًا ما تحل محل الهدف المثالي المتمثل في التحديد الكامل للتوزيع النظري لمدة الجراحة.
يعتبر تقليل تباين مدة الجراحة قبل التنبؤ (كما أشير إليه سابقًا) جزءًا أساسيًا من طرق التنبؤ بمدة الجراحة ومعنى ذلك مدة الجراحة بالإضافة إلى التغيرات العشوائية التي قد تحصل وأيضًا العنصر المنهجي وهو أن توزيع مدة الجراحة قد يتأثر بعوامل مختلفة ذات صلة ببعضها (مثل التخصص الطبي، حالة المريض أو العمر، الخبرة المهنية وحجم الفريق الطبي، عدد العمليات التي يجب على الجراح أن يؤديها في فترة زمنية محددة، نوع التخدير المُعطى). و يتطلب حساب هذه العوامل (عبر تصنيفها أو المتغيرات المشتركة) تقليل تباين مدة الجراحة وزيادة دقة طريقة التنبؤ بمدة الجراحة لذا، قد يساهم دمج تقديرات الخبراء (مثل تقديرات الجراحين) في النموذج التنبؤي لمدة الجراحة في تقليل الشعور بعدم اليقين من تنبؤ مدة الجراحة بناءً على البيانات و في كثير من الأحيان، يتم تحديد المتغيرات المشتركة ذات الأهمية الإحصائية (والتي يشار إليها أيضًا بالعوامل أو المتنبئات أو المتغيرات التوضيحية) لأول مرة (على سبيل المثال، من خلال تقنيات بسيطة مثل الانحدار الخطي واكتشاف المعرفة)، وبعدها يتم استخدام تقنيات البيانات الضخمة المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي للتوصل إلى التنبؤ النهائي لمدة الجراحة.
مراجعات الأدب للدراسات التي تتناول جدولة العمليات الجراحية في أغلب الأحيان، تتناول أيضًا الطرق التنبؤية المتعلقة بمدة الجراحة. فيما يلي بعض الأمثلة (ابتداءً من الأحدث).
بقية هذا النص يستعرض وجهات نظر مختلفة تتعلق بعملية إنتاج تنبؤات مدة الجراحة مثل التوزيعات الإحصائية لمدة الجراحة وطرق لتقليل تباين مدة الجراحة (التصنيف والمتغيرات المشتركة)، والنماذج والأساليب التنبؤية، والجراحة كآلية عمل ويتناول الجزء الأخير وصف الجراحة كآلية عمل (متكررة أو شبه متكررة أو عديمة الذاكرة) وتأثيرها على الشكل التوزيعي لمدة الجراحة.