ماذا تعرف عن أحمد الشرع

أحمد حسين الشَّرع (ولد في 29 أكتوبر 1982)، هو قائد ثوري وعسكري وسياسي سوري، يشغل منصبَ رئيس الجمهورية العربيَّة السوريَّة منذ 29 يناير (كانون الثاني) 2025. أسهم إسهامًا رئيسًا في هجَمات المعارضة السورية عام 2024، وقاد العمليات العسكرية التي أدَّت إلى سقوط نظام الأسد وتشكيل الحكومة الانتقالية السورية في يوم 10 ديسمبر (كانون الأول). ثم شغل منصبَ القائد الفعلي للبلاد حتى تعيينه رئيسًا للمرحلة الانتقالية.

وُلِد الشرع بمدينة الرياض في المملكة العربية السعودية لعائلة سورية مسلمة سنّية تنحدر من بلدة فيق الواقعة في هَضْبة الجَوْلان. نشأ وترعرع في العاصمة السورية دمشق، في ظلِّ والده حسين علي الشَّرع، المفكِّر والباحث المعروف.

انضمَّ الشرع إلى تنظيم القاعدة في العراق في عام 2003 مع بداية الغزو الأمريكي للعراق، وشارك في التمرُّد المسلَّح على القوَّات الأمريكية والحكومة العراقية لمدَّة ثلاث سنوات. وفي عام 2006 اعتقلته القوَّات الأمريكية حتى عام 2011. عاد الشرع إلى سوريا عقب اندلاع الثورة السورية على نظام بشار الأسد الديكتاتوري. في عام 2012، أسس تنظيم «جبهة النصرة» بدعم من تنظيم القاعدة لتصبح من أبرز الفصائل المسلَّحة المشاركة في الحرب الأهلية السورية. تمكَّن الشرع من بسط نفوذه في محافظة إدلب شمال غربيِّ سوريا، وقاد الجبهة في معارك عديدة على قوَّات النظام السوري.

قاوم أحمد الشرع محاولات أبي بكر البغدادي دمجَ جبهة النصرة بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ممَّا أدَّى إلى صراع مفتوح بين التنظيمين. وفي عام 2016، أعلن الشرع رسميًّا قطع عَلاقته بتنظيم القاعدة بعد تفاقم الخلافات في إستراتيجية العمليات والجهاد العابر للحدود. وفي العام التالي، دمج«جبهة النصرة» بتنظيمات أُخرى لتأسيس«هيئة تحرير الشام»، التي سعت إلى تقديم نفسها قوَّةً محلِّية تهدف إلى إدارة المناطق السورية الخاضعة لسيطرتها.

سعى الشرع بعد تشكيل هيئة تحرير الشام إلى تقديم صورة أكثر اعتدالًا، فأنشأ إدارة مدنية في المناطق الخاضعة له؛ لتقديم خِدْمات عامَّة، وجمع الضرائب، وإصدار بطاقات هُويَّة للسكَّان. ومع ذلك، وُجِّهت انتقاداتٌ واسعة للهيئة بسبب أساليبها القمعية تجاه المعارضين. وأدرجت وِزارة الخارجية الأمريكية الشرع على قائمة «الإرهابيين الدَّوليين» في مايو (أيَّار) 2013، وأعلنت بعد أربع سنوات مكافأةً قدرُها 10 ملايين دولار لمن يُدلي بمعلومات تؤدِّي إلى القبض عليه. أُلغيَ هذا العرض في ديسمبر (كانون الأول) 2024، بعد اجتماع الشرع بوفد أمريكي بقيادة مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف.

في عام 2024، قاد الشرع هجَمات واسعة للمعارضة السورية على قوَّات النظام، نجحت في إسقاط نظام بشار الأسد، وتشكيل حكومة انتقالية في 10 ديسمبر (كانون الأول). وفي 29 يناير (كانون الثاني) 2025، عُيِّن الشرع رئيسًا للجمهورية العربية السورية للمرحلة الانتقالية. وتلقَّى تهانيَ عدد من قادة الدول العربية، منهم ملوك ورؤساء قطر، والسعودية، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، ومصر.

في «مؤتمر النصر»، أكَّد الشرع ضرورةَ المصالحة الوطنية، وصياغة دستور جامع، وتعهَّد بملاحقة مرتكبي جرائم النظام لضمان العدالة، وحماية الأقلِّيات، وأعلن تشكيل لجنتين لاختيار مجلس تشريعي ومؤتمر للحوار الوطني، وإصدار إعلان دستوري ليكون مرجعًا قانونيًّا، متعهدًا بتحقيق السِّلم الأهلي ومحاربة الفساد. وأعلن حلَّ الفصائل العسكرية ودمجها بمؤسسات الدولة، وإعادة بناء الجيش، وإلغاء دستور 2012 والقوانين الاستثنائية، وتفكيك حزب البعث العربي الاشتراكي وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية (مثل الحزب السوري القومي الاجتماعي) وحظر إعادة تشكيلها واستعادة أصولها، إضافة إلى حلِّ مجلس الشعب، واللجان المنبثقة عنه، وحلِّ جميع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، بفروعها وأسمائها المختلفة.

دعا الشرع السوريين للمشاركة في بناء وطن جديد قائم على العدل والشورى، وأكَّد ضرورةَ التحوُّل من عقلية الثورة إلى عقلية الدولة لتنمية الاقتصاد لاستعادة مكانة سوريا الدَّولية.

أجرى الشرع عدة زيارات رسمية إلى دول أخرى ووقع اتفاقًا مع قوات سوريا الديمقراطية لدمج مؤسساتها العسكرية والمدنية في الدولة السورية. كما وقع دستورًا مؤقتًا ينص على مرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات، وأعلن تشكيل الحكومة الانتقالية. في عام 2025، أدرجته مجلة "تايم" كأحد أكثر 100 شخص تأثيرًا في العالم.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←