نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني، أبو معشر (80 هـ- 170 هـ / 699م - 787 م): فقيه، عالمًا بالتاريخ والأيام. أصل أبيه من السند. كان مكاتباً لأمراة من بني مخزوم وعُتق، وأقام في المدينة إلى أن طلبته أم موسى الحميرية سنة 130 هـ زوجة أبو جعفر المنصور، فكان مولى لها بالعمولة.
عمر طويلاً، واختلط في آخر عمره، ومات ببغداد فصلى عليه هارون الرشيد. له كتاب «المغازي» وكتاب «تاريخ الخلفاء» نقل عنها الواقدي وابن سعد البغدادي، وخليفة بن خياط، وفي تاريخ الطبري عنه 86 رواية، وآخرون. ويعد أحد كبار من دون التاريخ العربي الإسلامي، وهو من باب ابن إسحاق وأبي مخنف وسيف بن عمر وأسن منهما. وكان أستاذاً للواقدي، وفيه قال أحمد بن حنبل: «كان صدوقا ولكنه لا يقيم الإسناد. وكان بصيرا بالمغازي». كما قال الذهبي: «أبو معشر السندي المدني الفقه صاحب المغازي ... كان من أوعية العلم». وقال أبو يعلى الخليلي:« أبو معشر له مكان في العلم والتاريخ، وتاريخه احتج به الأئمة».
من ولده محمد بن نجيح، أشخصه المهدي من المدينة إلى بغداد فسكنها، وأمر له بألف دينار، وذلك سنة 161 هـ. وكان سبب استقدام محمدا هو محبة المهدي لأبيه أبي معشر الذي نشأ في حضرته وكان أحد أساذته. عمر طويلا كأبيه، وعقبه الحسين بن محمد (175 هـ - 275 هـ) صاحب وكيع بن الجراح وهو مُعمّر كأبيه وجده، وداود بن محمد يروي عن أبيه محمد وهو من رواة كتاب جده المغازي.