أبو مخنف لوط بن يحيى الغامدي الأزدي الكوفي (نحو 110 - 170 هـ / نحو 728 - 787م)، مؤرخ، وأحد أقدم مؤرخي العرب. شيعي، كوفي، من أهل العراق، طُعن في روايته للحديث، وفي بعض أخباره، وفيه يقول الذهبي: «إخباري تالف لا يوثق به»، وقال فرقد القزويني: «أبو مخنف في كتابه مقتل الحسين هو المصدر الرئيسي والمعتمد - لمعركة كربلاء - لمن جاء بعده...درسناه وحللناه ووجدنا ما أورده أبو مخنف لا صحة له». وقد تأثر أبو مخنف بأسلوب مصنفات أشياخه محمد بن إسحاق وسيف بن عمر، وحدث عنهما.
عرف أبو مخنف بعدائه للأمويين وكان مقربا من مجالس الخلفاء العباسيين. وهو من كبار فقهاء الشيعة زمن الخليفة المهدي، قال اليعقوبي: «وكان الفقهاء في أيامه - المهدي - أبا مخنف لوط بن يحيى». ويعد أبو مخنف أنشط الرجال الذين عنوا بتاريخ العراق، وقال ابن النديم: «أبو مخنف بأمر العراق وأخبارها وفتوحها يزيد على غيره. والمدائني بأمر خراسان والهند وفارس. والواقدي بالحجاز والسيرة. وقد اشتركوا في فتوح الشام». وهو من طبقة سيف بن عمر، ولم يصلنا من كتبه شيئًا، وجميع الكتب المطبوعة المنسوبه له لا تصح، وهي مغايرة أسلوب عصر أبي مخنف، ولا يتوافق مع ما أورد عنه الطبري.
يعده الشيعة من الأئمة الكبار الثقات. بينما أجمع أئمة الجرح والتعديل من أهل السنة والجماعة على الطعن فيه وأنه متروك الحديث يروي عن المجهولين. وقد اعتمد عليه الطبري في وقعة صفين والتاريخ الأموي والأحداث التي وقعت بعد وقعة الجمل، ويصبح بطل تاريخ الطبري من معركة (صفين) فيما بعد يساعد، المدائني وعوانة بن الحكم والواقدي وعمر بن شبة وابن الكلبي وأمثالهم. وبلغت مروياته في تاريخ الطبري (585) رواية. وكان أبو مخنف شيعيًا متعصبًا؛ وقد أفرد له الباحث يحيى بن إبراهيم اليحيى كتابًا اسماه: «مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري»، استعرض فيه ونقد بعض أسانيد روايات أبي مخنف بمنهجية علمية.