أبو طاهر محمد بن محمد بن مَحْمِش بن علي بن داود الزيادي (317- 410 هـ الموافق 929- 1019 م،) إمام المحدِّثين والفقهاء في زمانه، ومن أصحاب الوجوه المجتهدين عند الشافعية.
أخذ الفقه عن أبي الوليد النيسابوري، وأبي سهل. وعنه أخذ الشيخ الإمام أبو العاصم العبادي وغيره.
قال عنه العبادي: الفقه مطيَّته، يقود بزمامه، طريقه له معبَّدة، وخفيُّه ظاهر، وغامضه سهل، وعسيره يسير، ورأيته يناظر ويضع الهِناء موضع النقب.
ومن أعجب ما يُحكى، ما حكاه ابن الصلاح عن العبادي أنه كان عند الأستاذ أبي طاهر الزيادي حين احتضر، فسئل عن ضمان الدرك، وكان في النزع فقال: إن قبض الثمن فيصح، وإلا فلا يصح. قال: لأنه بعد قبض الثمن يكون ضمان ما وجب. قال ابن السبكي: وهذا هو الصحيح في المذهب، ولم يردّ - أي ابن الصلاح - بحكايته أنه غريب، بل حضور ذهن هذا الأستاذ عند النزع لمسائل الفقه. قال ابن الصلاح: وهذا من أعجب ما يُحكى.
تكرر ذكر الزيادي في كتاب الروضة.