نبذة سريعة عن أبو حامد الإسفراييني

أبو حامد الإسفرايني أحمد بن أبي طاهر محمد بن أحمد الإسفرايني الفقيه الشافعي، فقيه، أديب من بغداد، شيخ العراقيين في المذهب الشافعي، وكان يحضر مجلسَهُ أكثرُ من ثلثمائة فقيه وعلق على مختصر المزني تعاليق وطبق الأرض بالأصحاب ولهُ في المذهب التعليقة الكبرى وكتاب البستان وهو صغير وذكر فيه غرائب وأخذ الفقه عن أبي الحسن بن المرزبان ثم عن أبي القاسم الداركي واتفق أهل عصره على تفضيله وتقديمه في جودة النظر وقال الخطيب البغدادي في كتابهِ (تاريخ بغداد) إن أبا حامد حدث بشيء يسير عن عبد الله بن عدي وأبي بكر الإسماعيلي وإبراهيم بن محمد بن عبدل الإسفرايني وغيرهم، وكان ثقة ورأيته غير مرة وحضرت تدريسه في مسجد عبد الله ابن المُبارَك وهو المسجد الذي في صدر قطيعة الربيع وسمعت مَنْ يذكر أنه كان يحضر درسه سبعمائة متفقه، وكان الناس يقولون لو رآه الشافعي لفرح بهِ وحكى الشيخ أبو إسحاق في الطبقات أن أبا الحسين القدوري الحنفي كان يعظمهُ ويفضلهُ على كل أحد وأن الوزير أبا القاسم علي بن الحسين حكى لهُ عن القدوري أنهُ قال: أبو حامد عندي أفقه وأنظر من الشافعي، وقال الشيخ فقلتُ لهُ هذا القول من القدوري حمله عليه اعتقاده في الشيخ أبي حامد وتعصبه بالحنفية على الشافعي ولايلتفت إليه فإن أبا حامد ومن هو أعلم منه وأقدم على بعد من تلك الطبقة وما مثل الشافعي ومثل من بعده إلا كما قال الشاعر:



وروي عنه أنه كان يقول ما قمت من مجلس النظر قط فندمت على معنى ينبغي أن يذكر فلم أذكرهُ، وروي أنه قابلهُ بعض الفقهاء في مجلس المناظرة بما لا يليق ثم أتاه في الليل معتذراً إليه فأنشده يقول:



وكانت ولادته سنة 344هـ، وقدم بغداد في سنة 363هـ، وقال الخطيب سنة 364هـ، ودرس الفقه بها من سنة سبعين إلى أن توفي ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة بقيت من شوال سنة ست وأربعمائة ببغداد، ودفن من الغد في دارهِ ثم نقل إلى مقبرة باب حرب في سنة عشر وأربعمائة، وقال الخطيب وصليتُ على جنازتهِ في الصحراء وراء جسر أبي الدن وكان الإمام في الصلاة عليه أبا عبد الله بن المهتدي خطيب جامع المنصور وكان يوماً مشهوداً بكثرة الناس وعظم الحزن وشدة البكاء، ونسبته إلى إسفرايين بكسر الهمزة وسكون السين المهملة وفتح الفاء والراء المهملة وكسر الياء المثناة من تحتها وبعدها نون وهي بلدة في خراسان بنواحي نيسابور على منتصف الطريق إلى جرجان، والبيت الذي تمثل به الشيخ أبو إسحاق له ثان وهو:

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←