اكتشف أسرار آراء المورمون حول التطور

لا تتخذ كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة (كنيسة قديسي الأيام الأخيرة) أي موقف رسمي حيال حدوث التطور البيولوجي أو حيال صحة الاصطناع التطوري الحديث كنظرية علمية. في القرن العشرين، نشرت الهيئة الحاكمة لكنيسة قديسي الأيام الأخيرة نصوص عقائدية حول أصل الإنسان والخلق. كذلك، أعرب بعض قادة الكنيسة عن مجموعة متنوعة من الآراء الشخصية حول التطور، وقد أثر الكثير من تلك الآراء على معتقدات وتصورات قديسي الأيام الأخيرة.

توجد ثلاثة تصريحات عامة من الهيئة الحاكمة للكنيسة (في الأعوام: 1909 و1910 و1925) وبيان خاص واحد من الهيئة الحاكمة (1931) حول رأي كنيسة قديسي الأيام الأخيرة حيال التطور. كان بيان عام 1909 بمثابة رد متأخر على نشر تشارلز داروين لكتاب أصل الأنواع. أكدت الهيئة الحاكمة في البيان على اعتقادها أن آدم هو نسل الله المباشر، وأن التطور إحدى نظريات الإنسان حول الخلق، لكنها لم تصف التطور بغير الصحيح أو الآثم بشكل مباشر. ردًا على جدل الحداثة في جامعة بريغام يونغ عام 1911، أصدرت الهيئة الحاكمة في رسالتها الخاصة بعيد الميلاد عام 1910 بيانًا رسميًا يطلب من أعضاء الكنيسة أن يكونوا لطيفين مع الجميع بصرف النظر عن اختلافهم في الرأي، وأن الكنيسة تقبل العلم المثبت برحابة صدر. وردًا على محاكمة سكوبس، نشرت الهيئة الحاكمة في عام 1925 بيانًا مشابهًا في مضمونه لبيان عام 1909 ولكن مع حذف اللغة المعادية للعلم. أكدت مذكرة خاصة كتبتها الهيئة الحاكمة عام 1931 إلى السلطات العامة للكنيسة على اتخاذها موقف محايد حيال وجود فترة ما قبل آدم.

تملك كنيسة قديسي الأيام الأخيرة مجموعة متنوعة من المنشورات التي تتناول التطور بآراء محايدة أو معارضة. أصدرت جامعة بريغام يونغ حزمة مكتبية عن التطور في عام 1992، وذلك ردًا على أسئلة الطلاب حول موقف الكنيسة من التطور المذكور في فصل علم الأحياء والفصول الأخرى. احتوت هذه الحزمة على أول ثلاثة بيانات رسمية للرئاسة الأولى بالإضافة إلى قسم التطور من الموسوعة المورمونية. تفاوتت تصريحات رؤساء الكنائس حول موضوع التطور؛ فقد عارض البعض التطور ونظريات تشارلز داروين بشدة، بينما أقر البعض بغموض ظروف خلق الأرض وبإمكانية تفسير التطور لبعض الجوانب. في ثلاثينيات القرن الماضي، ناقش بعض قادة الكنيسة فكرة فترة ما قبل آدم مستندين إلى مذكرة الهيئة الحاكمة التي اتخذت موقفًا محايدًا من الفكرة (1931)، وهؤلاء القادة هم: جوزيف سميث وبريغهام هنري روبرت وجيمس تالماج.

منذ نشر كتاب أصل الأنواع، قام بعض علماء قديسي الأيام الأخيرة بنشر مقالات أو خطابات لمحاولة التوفيق بين العلم وعقيدة المورمون. أيد العديد من هؤلاء العلماء فكرة خلق الله للأرض وسكانها باستخدام التطور، وادعوا وجود العديد من القواسم المشتركة بين عقيدة المورمون وأسس علم الأحياء التطوري. استمر الجدل والتساؤل المتعلق بالتطور والدين والمصالحة بين الاثنين بين أعضاء كنيسة قديسي الأيام الأخيرة. اتخذت منشورات دورية دراسات جامعة بريغام يونغ مواقف محايدة أو مؤيدة للتطور، ولكن مالت منشورات دورية إنساين التي ترعاها كنيسة قديسي الأيام الأخيرة إلى نشر مقالات معادية للتطور. وجدت دراسات منشورة في عام 2014 أن غالبية قديسي الأيام الأخيرة لا يؤمنون بتطور البشر. وجدت دراسة أجريت عام 2018 في مجلة الدين المعاصر أن الأعضاء الليبراليين جدًا أو المعتدلين في كنيسة قديسي الأيام الأخيرة كانوا أكثر ميلًا لقبول التطور مع زيادة مستوى تعليمهم، في حين كان الأعضاء المحافظون جدًا أقل ميلًا لقبول التطور مع زيادة مستوى تعليمهم. وجدت دراسة أخرى عام 2018 أنه بمرور الوقت، تغيرت مواقف طلاب قديسي الأيام الأخيرة الجامعيين حيال التطور من العدائية إلى القبول. عزا الباحثون هذا التغير إلى انتشار محتوى التطور التعليمي في المدارس الابتدائية وانخفاض عدد التصريحات المناهضة للتطور من الهيئة الحاكمة للكنيسة.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←