أبو نصر يحيى بن جرير التكريتي (ازدهر في الفترة: 1058–1103 م) كان طبيبًا وباحثًا سريانيًا أرثوذكسيًا كتب عن اللاهوت والتاريخ باللغة العربية.
من المرجح أن يحيى قد وُلد حوالي عام 1030. كان من أهل تكريت، عمل طبيبًا في العصر العباسي. زار القسطنطينية في عام 1058، ربما بأمر من نظام الدين كجزء من عمله لترجمة كتاب مُعين. في عام 1070، كتب مخطوطة عربية، موجودة الآن في متحف ومكتبة مالك الوطنية في إيران، ورقم المخطوطة 5925. ويُشير يحيى في ملحق الكتاب إلى أنه أكملها في ميافارقين. ومن المرجح أنه كان يعمل لدى أمير ديار بكر نظام الدين (حكم. 1061–1079). ويبدو أنه قضى بقية حياته هناك. وبحسب ابن الأزرق الفارقي، الذي يسميه يحيى بالشيخ الطبيب، فقد تُوفي في ميافارقين سنة 497 هـ (1103-1104).
العمل الرئيس ليحيى هو كتاب المرشد، وهو عبارة عن مجموعة لاهوتية. وينقسم الكتاب إلى 54 فصلًا، بدءًا بقضايا العقيدة ومرورًا بالقضايا المقدسة والكنسية. وفي الفصل الثاني والعشرين، يدافع عن حقيقة صلب المسيح (والضرورة الدينية لذلك) ضد الإنكار القرآني دون الإشارة إلى الإسلام من خلال البدء صراحة في دحض ادعاءات ماني؛ على الرغم من معرفة القُراء المسلمين اللاحقين بقصده. ويبدو أن سبب ذلك هو الاحترام لرفقائه المسلمين وأصحابه، كما أظهر كتاب المرشد قدرة كبيرة على التعلم، وكان يُقرأ على نطاق واسع في العالم العربي والإسلامي.
في كتاب المرشد ، يستشهد يحيى بعملين آخرين له، زيج التواريخ، وهو سجل من الخلق إلى عصره، وكتاب الفائق، وهو على الأرجح العمل في والكهنوت الذي استشهد به المؤتمن بن العسال وابن كبر. بالإضافة إلى ذلك، يستشهد ابن أبي أصيبعة بأعمال له حول الصحة الجنسية وعلم التنجيم.
تحتوي مخطوطة يحيى (واسمها: مالك 5925)، على ترجمة إسحاق بن حنين العربية لكتاب لثاوفرسطس في المبادئ الأولى وكتاب للفارابي في مبادئ آراء أهل المدينة الفاضلة، وهي أقدم نسخة منهما. يحتوي الكتاب على العديد من الملاحظات الهامشية بقلم يحيى باللغتين العربية والسريانية، بما في ذلك اقتباسات من غريغوريوس النيصصي وغريغوريوس النزينزي.