وليام الأول (بالإنجليزية: William I) أو (بالفرنسية: Guillaume Ier le Conquérant) عاش (فاليز، إفرنسة ح.1028- رُوان، إفرنسة 1087 م) ويعرف غالباً باسم وليام الفاتح (بالإنجليزية: William the Conqueror) ويعرف بإسم وليام النغل (بالإنجليزية: William the Bastard ) هو ملك إنكلترة (1066-1087 م) وأول من حكمها من آل رولو، هو أيضاً دوق نُرْمندية (1035-1087 م).
كان إبن روبرت العظيم من الزنا من عشيقته هيرليفا. بعد ما خلف والده واجه بعض الصعوبات بسبب وضعه كإبن غير شرعي وأيضاً بسبب صغر سنّه إضافة إلى الفوضى الحاصلة بالبلاد ذلك الوقت.
خلال طفولته وبداية شبابه كان هدفا لعلية نورماندي، للسيطرة عليه ولخدمة مصالحهم الخاصة على حدٍ سواء. في عام 1047ميلادية إبتدأ وليام حملاته لقمع الثورات التي عمت إمارة أبيه وليحفظ ملكه لكن هيهات؛ فلم يفلح في هذا إلا في سنة 1060ميلادية، والذي تمم له ذلك زواجه من ماتيلدا الإفلاندرشية ما جعل أهلها حلفاء أشداء في إمارة إفلاندرش المجاورة.
في الخمسينيات وبداية الستينيات طالب بكرسي إنكلترة مدعياً أن له حقاً فيه، التي كان يحكمها آنذاك إدوارد المعترف الذي لم يكن له خليفة، ولم يكن وحده من يطلب المُلك فهناك هارلد جدوينسن الذي جعله الملك إدوارد وهو على فراش الموت في يناير 1066م خليفةً له. لكن وليام عارض وخالف محتجاً بأن إدوارد الملك أوصى له بالمُلك وأحتج بأن هارلد جدوينسن وعده بنصرته في سعيهِ للعرش. بعدها جهز وليام أسطولاً عظيماً لغزو إنكلترة، حتى إلتقى في عام 1066ميلادية بجيش هارلد جدوينسن في موقعة هستنيكش (Hastings). وفي 14 أكتوبر لعام 1066ميلادية الموافقة لعيد الميلاد توّج نفسه ملكاً بكاتدرائية وستمنستر في لندرة. وفي مستهل سنة 1067ميلادية أتم توطيد سلطانةِ على إنكلترة فعاد لنرمندية لحدوث الفتن وإضطرابات فقُمِعت، وبحلول عام 1075م عاد وإستقر وليام في لندن.
قضى زمانه كله في تمهيد وتوطيد سلطانه وقمع الثائرين والخارجين عليه، فلما فرغ من ذلك نظر في القوانين، فأدخل معه القوانين والنظم النُرمانية(الإقطاع والمحاكم). فنظم الوظائف الملوكية وجدد الرتب السلطانية، واصطنع لنفسه طبقة جديدة من الأشراف- معظمهم من نرمندية- وكانوا ينتظمون في رُتب وأشترط عليهم الولاء. 1085ميلادية أمر بجمع أسماء العقارات والأملاك والإقطاعات وضبطها في كتاب ودَوَّنَها في «ديوان يوم الحساب» (Domesday Book)، وهو أول من دون هذا في تاريخ إنكلترة.
وأدخل الثقافة الإفرنسية للإنقليز وكان لها أثرٌ ومآلات في البلاد لعصور لاحقة. وقد تجادل أهل التاريخ هذه الآثار ومدى التغيرات من قبل العلماء لأكثر من قرن. كذلك في سياسة المُلك والأنظمة الملوكية. كما وأمر بتشييد الحصون والقلاع. وأختلطت الإفرنسية والنُرمانية والرومية باللغة الإنقليزية وأدخل أموراً كثيرة في سياسة الناس والكنيسة وغَيَّر في العادات الكنسية.
هلك وليام في سبتمبر سنة 1087ميلادية أثناء مسيرهِ في حملة بشمال إفرنسة، وبعد هلاكه قسمت دولتهُ بين وَلَدَيْه فإمارة نُرمندية لبكره روبرت الثاني وإنكِلتَرة لوليام الثاني.