فهم حقيقة وهم التحكم

وهم التحكّم (بالإنجليزية: Illusion of Control)، هو ميل الناس إلى المبالغة في تقديرهم لقدراتهم على التحكّم بالأحداث؛ على سبيل المثال، يحدث الأمر عندما يشعر شخص ما بأنه متحكّم بنتائج لا يمكنه التأثير عليها بشكل واضح. تُعتبر عالمة النفس إيلين لانغر أوّل من أطلق تسميةً على هذا التأثير، إذ تكررت هذه التسمية لاحقًا في العديد من السياقات المختلفة. يسود الاعتقاد بقدرة الوهم على التأثير في سلوكيات المقامرة والإيمان بالظواهر الخارقة. يُعتبر وهم السيطرة واحدًا من الأوهام الإيجابية، جنبًا إلى جنب مع وهم التفوّق والانحياز إلى التفاؤل.

قد ينشأ الوهم نتيجةً لافتقار الناس إلى التبصّر الاستبطاني المباشر فيما إذا كانوا متحكّمين في الأحداث، الأمر الذي يُسمّى بالوهم الاستبطاني. عادةً ما يحكم الناس على درجة تحكّمهم بالأحداث من خلال عملية غير موثوقة غالبًا. نتيجةً لذلك، يرى الناس أنفسهم مسؤولين عن مجريات الأحداث عند وجود علاقة علّية ضعيفة أو غيابها. وُضع بعضٌ من طلّاب الجامعات في واقع افتراضي في إحدى الدراسات، وذلك بهدف علاج الخوف من المرتفعات باستخدام المصعد. شعر الطلّاب الذين قيل لهم بأنّهم متحكّمون بمجريات الأمور كما شعر الطلّاب الذين يتحكّمون بمجريات الأمور في المصعد فعليًا، على الرغم من أنّهم لا يتحكّمون بما يحدث على الإطلاق. أمّا الطلّاب الذين دُفعوا إلى الاعتقاد بأنّهم غير متحكّمين بمجريات الأمور، قالوا بأنهم شعروا بتحكّم لا يُذكر بما يحدث.

أكّد المنظّرون النفسيون باستمرار على أهمية تصوّرات التحكّم في مجريات أحداث الحياة. ولعلّ إحدى الحالات الأولى لهذا الأمر هي تصريح ألفرد أدلر بأنّ الناس يسعون جاهدين لتحقيق الكفاءة في حياتهم. اقترح هايدر لاحقًا امتلاك البشر لدافع قوي للتحّكم في بيئتهم، وافترض وايت مان وجود دافع كفاءة أساسي يُشبعه الناس عن طريق التحكّم. عدّل المنظّر في نظرية العزو وينر نظريته الأصلية حول دوافع الإنجاز لتشمل بعدًا تحكّميًا. وبعد ذلك، جادل كيلي بأنّ فشل الناس في تحديد ما هو غير متجانس قد يسفر عن عزو النتائج غير القابلة للتحكّم إلى أسباب شخصية. وبالاقتراب أكثر إلى يومنا هذا، جادل كلّ من تايلور وبراون بأنّ الأوهام الإيجابية تعزّز الصحّة العقلية، بما في ذلك وهم التحكّم.

يسود الوهم في المواقف المألوفة وفي المواقف التي يعرف فيها الشخص النتيجة المرجوة مُسبقًا. يُمكن للارتجاع المؤكّد على النجاح بدلًا من الفشل أن يزيد من التأثير، بينما يُمكن للارتجاع المؤكّد على الفشل أن يقلل أو يعكس التأثير. يضعف تأثير الوهم بالنسبة للأفراد المصابين بالاكتئاب، بينما يُصبح أكثر قوّةً لدى الأفراد الذين يمتلكون حاجةً عاطفيةً للتحكّم بالنتائج. يُعزّز هذا الوهم من خلال المواقف العصيبة والتنافسية، بما في ذلك التداول المالي. يميل الناس إلى المبالغة في تقديرهم لتحكّمهم في المواقف المعتمدة على الصدفة بشكل كبير، لكنّهم يميلون إلى الاستهانة بقدرتهم على التحكّم في المواقف المعتمدة على تحكّمهم بالفعل؛ الأمر الذي يتعارض مع بعض نظريات الوهم وتكيّفاته. أظهر الناس مستويات أعلى من وهم التحكّم عند السماح لهم بالتعرّف على مهمّة ما من خلال التجارب العملية، وعندما يتّخذون قرارتهم قبل بداية هذا الحدث (مثل رمي النرد)، وعند السماح لهم باتّخاذ قراراتهم بدلًا من اتّخاذها عنهم بنفس الاحتمالات. غالبًا ما يميل الناس إلى إظهار مستوى أعلى من التحكّم عندما يمتلكون إجابات أكثر في البداية مقارنةً بالنهاية، حتّى وإن كان عدد الإجابات الصحيحة هو ذاته.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←