ويليام توماس توت الحاصل على وسام كندا والعضو في الجمعية الملكية البريطانية والجمعية الملكية الكندية (14 مايو عام 1917 - 2 مايو عام 2002) هو خبير في فك الشفرات ورياضي بريطاني وكندي. أحرز إبان الحرب العالمية الثانية تقدمًا باهرًا وأساسيًا في تحليله لتشفير لورنز وهو أحد أهم منظومات التشفير الألمانية النازية التي استُعملت بغرض إجراء اتصالات عالية السرية ضمن القيادة العليا للفيرماخت. لعبت المعلومات الاستخباراتية ذات الطبيعة الاستراتيجية التي حصل عليها الحلفاء من التقدمات الهامة التي توصل إليها توت دورًا كبيرًا وربما حاسمًا في هزيمة ألمانيا النازية. كما حقق عددًا كبيرًا من الإنجازات الرياضية ومن جملتها عمله التأسيسي في مجالي نظرية البيان ونظرية الماترويد.
كان لأبحاث توت في مجال نظرية البيان أهميةً بالغة. باشر توت دراسة الماترويدات وعمل على جعلها في إطار نظريةٍ خاصة بها من خلال التوسع الذي استقاه من أعمال هاسلر ويتني الذي طور هذا الموضوع في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين تقريبًا، وجاء ذلك في الوقت الذي كانت ما تزال فيه نظرية البيان موضوعًا بدائيًا. لم تكن معظم الاصطلاحات التي لجأ توت إلى استعمالها في مجال نظرية البيان متوافقةً مع الاستعمال المتعارف عليه ولذلك أحجم المتخصصون في نظرية البيان عن استعمالها بالرغم من البصمة التي تركتها إسهاماته في نظرية البيان الحديثة واستعمال العديد من مبرهناته لمواصلة إحراز تقدمات في هذا المجال. مضى توت قدمًا بنظرية البيان التي لم تكن في بادئ الأمر سوى محط اهتمام النص الذي وضعه د. كونيغ حتى بلغت موضعها النشط في الوقت الحاضر.