الولادة المبكرة والمعروفة أيضًا باسم الولادة المبتسرة (بالإنجليزية: preterm birth) هي ولادة طفل في عمر حملي أقل من 37 أسبوعًا. ويُعرف هؤلاء الأطفال بالمبتسرين أو الخُدّج. وتشمل أعراض الولادة المبكرة تقلصات الرحم، ضغط بمنطقة الحوض، ظهور دموي و اندفاع سائل من المهبل. ويكون الأطفال المُبتسرين أو الخدج عُرضة بشكل أكبر للإصابة بالشلل الدماغي، والتأخر في النمو، ومشاكل في السمع والبصر. وتزداد هذه المخاطر كلما كانت الولادة أكثر تبكيرا.
غالبا ما يكون سبب الولادة المبكرة غير معروف. إلا أن عوامل الخطر تشمل إصابة الأم بمرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، السمنة، النحافة، الحمل بأكثر من طفل، وجود عدد من الالتهابات المهبلية، التدخين، التوتر النفسي وغيرها. ومن المستحسن طبيا عدم تحريض المخاض قبل 39 أسبوعا إلا في حالة وجود أسباب طبية تستدعي ذلك، ونفس الأمر ينطبق على العمليات القيصرية. ومن بين الأسباب الطبية التي تستدعي تحريض المخاض مقدمات تسمم الحمل.
بالنسبة للأمهات المعرضات لخطر الولادة المبكرة فإن تناول البروجسترون أثناء الحمل قد يمنع من حدوث الولادة المبكرة. ولا تدعم الأدلة الحالية فائدة الراحة في الفراش. وتشير التقديرات إلى أن 75٪ من المبتسرين سيقون على قيد الحياة إذا ما تلقوا العلاجات المناسبة، ويزداد أمل النجاة كلما تأخر الطفل في الرحم (أي زاد العمر الحملي). كما أن الكورتيكوستيرويد قد تحسن من النتائج في حالة النساء اللواتي يلدن بين 24 و37 أسبوع.
هناك عدد من الأدوية، مثل النيفيدبين، قد تؤخر الولادة بحيث يمكن نقل الأم إلى أماكن تتوفر فيها المزيد من الرعاية الطبية، وذلك يوفر وقت أكبر لعمل الكورتيكوستيرويدات . وبمجرد ولادة الطفل تتضمن رعايته إبقائه دافئا من خلال ملامسة جلد بشري دافئ، ودعم الرضاعة الطبيعية، ومعالجة الالتهابات، ودعم التنفس.
تُعتبر الولادة المبكرة سبب الوفاة الأكثر شيوعا في الرضع في جميع أنحاء العالم. فهناك حوالي 15 مليون طفل مبتسر كل عام (ما يُمثل 5٪-18٪ من حالات الولادة). وما يقرب من 0.5٪ من الولادات تكون ولادات مبكرة للغاية، وهي السبب في معظم وفيات المواليد. وقد ارتفعت معدلات الولادة المبكرة في العديد من البلدان بين التسعينات وعام 2010. وقد تسببت مضاعفات الولادة المبكرة وفاة 0.81 مليون رضيع في 2015 مقارنة بـ 1.57 مليون عام 1990. وتبلغ فرصة نجاة الطفل المبتسر المولود في عمر حملي 22 أسبوعا إلى حوالي 6٪، بينما تصل إلى 26٪ في الأسبوع 23، و 55% في الأسبوع 24 و 72% في الأسبوع 25. وتقل فرص النجاة بدون أي صعوبات طويلة الأجل.