تُوفي الكاتب إدغار آلان بو في 7 تشرين الأول / أكتوبر 1849 ولا تزال وفاته محاطة بالغموض، سواء من حيث سبب الوفاة أو الملابسات التي أدت إليها. عُثر على بو في 3 تشرين الأول / أكتوبر وهو في حالة هذيان ومظهره مبعثر داخل حانة في بالتيمور، ماريلاند، وفي محاولة للحصول على المساعدة، تواصل مع محرر المجلات «جوزيف إي. سنودغراس»، الذي سارع بنقله إلى مستشفى كلية واشنطن الطبية ، حيث تلقى العلاج لما بدا أنه حالة تسمم بالكحول. لم يزره أحد خلال فترة مكوثه في المستشفى، ولم يُدلِ بأي معلومات عن كيفية وصوله إلى تلك الحالة. وبعد أربعة أيام، توفي بو عن عمر ناهز الأربعين عامًا، دون أن تتضح الملابسات الحقيقية التي سبقت وفاته.
تُستمد معظم المعلومات المتوفرة عن الأيام الأخيرة في حياة بو من طبيبه المعالج جون جوزيف موران، إلا أن مصداقية هذا الطبيب محل شك، نظرًا لتناقض رواياته وافتقارها للتوثيق الدقيق. بعد وفاته، دُفن بو في جنازة بسيطة أقيمت خلف قاعة ومقبرة ويستمينستر في مدينة بالتيمور، غير أن رفاته نُقلت في عام 1875 إلى قبر جديد نُصب عليه شاهد كبير، ويضم هذا النصب أيضًا رفات زوجته فرجينيا ووالدتها ماريا. لا تزال أسباب وفاته محل جدل، حيث طُرحت نظريات متعددة تشمل الإنتحار، والقتل، والكوليرا، ونقص سكر الدم، وداء الكلب، والزهري، والأنفلونزا، ورم في الدماغ، أو أنه كان ضحية «الحبس في القفص» (بالإنجليزية: cooping). أما فرضية أن يكون للكحول دور في وفاته، فهي موضع خلاف واسع، إذ يرى كثير من الباحثين أن الأدلة التي تربط وفاته بتناول الكحول غير كافية وغير مؤكدة.
بعد وفاة إدغار آلان بو، كتب روفوس ويلموث غريسولد نعيه تحت الاسم المستعار «لودفيغ». وكان غريسولد، الذي أصبح لاحقًا المسؤول الأدبي عن تركة بو، في الحقيقة خصمًا شخصيًا له، واستغل هذا الدور لنشر أول سيرة ذاتية كاملة عن بو، قدّمه فيها بصورة مشوهة تصفه بأنه منحرف، مدمن على الكحول والمخدرات، ومختل عقليًا. ويُعتقد أن جزءًا كبيرًا من الأدلة التي استخدمها غريسوولد لدعم هذه الصورة كانت ملفّقة، رغم أن العديد من أصدقاء بو سارعوا إلى إدانتها ورفضها. ومع ذلك، فإن هذا التصوير السلبي للكاتب كان له أثر دائم على صورته في الذاكرة التاريخية.