تعتبر وسائل التواصل الاجتماعي والانتحار ظاهرة جديدة نسبياً تؤثر على السلوك المرتبط بالانتحار. يُعد الانتحار سبباً رئيسياً للوفاة في العالم، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنه في عام 2020 سيموت حوالي 1.53 مليون شخص بسبب الانتحار. تبرز أدلة متزايدة على أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر على حياة الناس ويغيرها وخاصةً المراهقين، وتم تحديده على أنه ظاهرة غير فردية تتأثر بالعوامل الاجتماعية والبيئية.
وتُعد وفاة فيبي برنس واحدة من الحالات المعروفة بشكل واسع، والتي يُعتقد أنها انتحرت بسبب التنمر عبر الشبكة العنكبوتية. وترتبط مشكلة التنمر عبر الإنترنت بزيادة معدلات الانتحار (ماسون، 2008).
من التفسيرات التي ظهرت علاقة السبب والأثر بين حالات الانتحار المعلنة على وسائل التواصل الاجتماعي والأجيال الشابة التي تتأثر به، إلى جانب الأطفال الذين يتأثرون بنزعات الانتحار عبر الإنترنت، ويكمن التفسير النفسي وراء ذلك بـ «15 دقيقة من الشهرة». إن أول شخص انتحر على منصات وسائل التواصل الحالية ببث مباشر (أوسينا إيبام)، وهي امرأة تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا من منطقة إيقلي في ضواحي باريس، حيث قالت صراحةً: «أرغب ببث رسالة وتمريرها حول العالم حتى لو كانت صادمة للغاية».
تلجأ وسائل الإعلام إلى نشر مقاطع الفيديو ومنشورات وسائل التواصل بهدف إعلام الجمهور عن حجم المشكلة المتزايد، وهذا ربما يخلق إغراء شعبي عند المراهقين والعقول غير الناضجة، قد تؤهب وسائل التواصل لمخاطر أكبر بترويجها لأنماط مختلفة من المواد المؤيدة للانتحار والرسائل وغرف الدردشة والمنتديات، بالإضافة لذلك فإن الإنترنت لايقوم بالإبلاغ عن حوادث الانتحار فحسب، بل يوثق طرق الانتحار أيضاً (على سبيل المثال: اتفاقيات الانتحار أو الاتفاق بين شخصين أو أكثر على الانتحار في وقت معين وغالباً باستخدام نفس الوسائل الفتاكة). إن الدور الذي يلعبه الإنترنت، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، في السلوك المتعلق بالانتحار هو موضوع اهتمام متزايد.