الورم الدبقي وعائي التمركز هو نوع نادر من الأورام العصبية الظهارية التي تتميز بتكاثر الخلايا الدماغية السطحية الخبيثة المطوقة لأوعية الدماغ، إذ تتطور هذه الأورام بشكل شائع لدى الأطفال والبالغين الشباب. حدد وانغ مع فريقه في جامعة تكساس الورم الدبقي وعائي التمركز لأول مرة في عام 2005، ليُصنف في وقت لاحق من عام 2007 كورم من الدرجة الأولى وفقًا لتصنيف منظمة الصحة العالمية لأورام الجهاز العصبي المركزي نظرًا إلى سلوكه السريري الحميد، ومؤشر تكاثره المنخفض وخصائصه القابلة للشفاء. يؤثر هذا الورم بشكل رئيسي على الأطفال والبالغين الشباب مع متوسط عمر 16 سنة للتشخيص الأولي. يعاني 85% من مرضى الأورام الدبقية وعائية التمركز من نوبات مستعصية منذ الطفولة، على وجه الخصوص الصرع الجزئي.
نظرًا إلى تاريخ اكتشافه القصير الذي لا يتجاوز 15 سنة، بالإضافة إلى ندرة حدوثه وغياب التجارب السريرية الكافية، ما يزال الورم الدبقي وعائي التمركز غير واضح فيما يتعلق بفهم أعراضه، والعلاجات المحتملة والمتابعة طويلة الأمد. حتى وقتنا هذا، لم يتمكن العلماء والباحثون من العثور على أسباب المرض الدقيقة بعد، ولم يحددوا الاختبارات المرضية الحاسمة في تشخيص المرض والتعرف عليه بالإضافة إلى تحديد تأثير العلاج الكيميائي والعلاج بالإشعاع على هذه الأورام الدبقية المهاودة نادرة الحدوث. مع ذلك، توجد سلسة من المسببات المحتملة قيد البحث والدراسة، بما في ذلك نظرية اندماج البروتين «إم واي بي – كيو كيه آي» المحتملة في علم أسباب المرض المتعلق بالورم الدبقي وعائي التمركز. تشمل أدوات التشخيص المعيارية في الوقت الحالي التصوير بالرنين المغناطيسي (إم آر آي) والتصوير المقطعي المحوسب (سي تي). بالنسبة إلى العلاج، غالبًا ما يخضع المرضى لاستئصال جزئي أو كلي بهدف إزالة الآفة الإشكالية مع احتمالية عالية للشفاء الكامل من المرض. مع ذلك، يستلزم هؤلاء فترات مطولة من المتابعة التالية للجراحة من أجل مراقبة تكرار الورم والتأكد من غياب النوبات.