نبذة سريعة عن ورد (نبات)

الوَردُ كل نَوْرٍ من الفصيلة الوَردِية من رتبة الوَردِيات. الوَردُ طيبُ الرَّائحة، زكِي الشَّذا، مُتعددُ الأَلوانِ والأَصنافِ. يَخرج من شجر ذي شَوكٍ. قد يزرعُ للزينةِ أو يُقطفُ ليستخدمَ في التطيبِ أو العطورِ. يَندرج تحت جنس الورد أكثر من 300 نوع وعشرات الآلاف من المستنبتات ويُضاف لها كل عام مئات الأصناف الجديدة. تنمو الورود في تَشكيلَة منتصبة أو مُعترِشَة أو مُتفرِّشة، تتخالف في أشكال بتلاتها وأحجامها لكن تشترك في زهاء ألوانها وفَوحان عِطرِها وسيقانِها العامِرة بالأشواك الحادة.

يَنبَع الورد من قارة آسيا وتوجد أنواع تستوطن أوروبا وأمريكا الشمالية وشمال غرب إفريقيا. يتبوأ الورد مكانة حسنة في الثقافة فيرتبط بالبهاء والرقة والجمال وله رمزيات في الحب والتقدير باختلاف الحضارات. لا يجب الخلط بين الورود والزهور، فالزهرة تقال عن نَورة النبات أي العضو المسؤول عن التكاثر فكل وردة زهرة لكن ليست كل زهرة وردة.

تعود أقدم حفريات الورد إلى 35 مليون عام، حيث يُعتقد أن البشر الرحل كانوا يزرعون الورد غداة ترحالهم على طول الطريق. اكتُشفت أكاليل ورد متحجرة في مقابر مصرية قديمة وآثار في أوروبا، بينما أظهرت جداريات في جزيرة كريت ورودًا تعود إلى عام 1600 قبل الميلاد. يُعتقد أن الصينيين كانوا أول من استعمل الوردة في البساتين والحدائق، وانتشرت بعد ذلك في أصقاع العالم، فكانت تُستخدم في روما القديمة في الاحتفالات وصناعة العطور والتطبيب. وفي القرن الخامس عشر، أصبحت الوردة رمزًا في حرب الورود بإنجلترا. في العصر الحديث، مثّل عام 1867 ظهور أول وردة مهجنة "وردة فرنسا"، التي مهّدت الطريق للأنواع العصرية التي تزين الحدائق اليوم. في عام 1979، اتفق الباحثون في جمعية الورد العالمية على تصنيف الورود إلى ثلاث مجموعات: الورود البرية والورود البستانية القديمة والورود البستانية الحديثة. كما توجد الورود الإنجليزية وهي خليط من الورود البستانية القديمة والحديثة التي أنشأها مربو الورد الإنجليزي ديفيد أوستن.

تُستخدم أجزاء مختلفة من الوردة، مثل الثمار والأزهار والأوراق والقشرة في تطوير منتجات تشمل مستحضرات التجميل والأغذية والأدوية. للوردة فوائد طبية فهي تساهم في علاج الالتهابات والسكري وعسر الطمث والاكتئاب والتوتر والشيخوخة. يُعد ماء الورد منتجا قيّما للعناية بالبشرة بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا.

ألهمت الورود البشر عبر التاريخ بجمالها الفريد وعطرها الساحر حيث أصبحت رمزا للحب والنقاء والأناقة في مختلف الثقافات. كانت الورود في مصر القديمة ركزا للقوة وعنصرا هاما في الطقوس، بينما مثلت في اليونان وروما الحب والجمال، وغالبًا ما ارتبطت بالإلهة أفروديت وفينوس. ترمز الورود في الثقافة المسيحية إلى النقاء والتضحية، أما في التقاليد الإسلامية، فتجسد الروحانية والجمال. خلال العصور الوسطى وعصر النهضة، أصبحت الورود محورًا للفنون والأدب والمراسم، معبرة عن البراءة والمشاعر العميقة. وحتى اليوم، تستمر الورود في حمل قيمة ثقافية وعاطفية، فنراها في التقاليد الحديثة مثل حفلات الزفاف وعيد الحب، وتُستخدم في الشعر، بألوانها التي تعبر عن طيف واسع من المشاعر في لغة الزهور.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←