وادي قانا محمية طبيعية تقع بين سفحي جبلين بين محافظتي سلفيت وقلقيلية. يقع الوادي على بعد 10 كم من الجهة الشمالية الغربية من مدينة سلفيت، ويحده من الشمال كفر لاقف، ومن الشمال الغربي بلدة عزون، ومن الغرب بلدة كفر ثلث، ومن الشرق مقام عليه مستعمرتي «نوفيم» و«ياكير»، ومن الجنوب الشرقي دير استيا وقراوة بني حسان.
تقع معظم أراضي المحمية ضمن أراضي بلدة دير استيا شمال محافظة سلفيت، بالإضافة إلى أراضي بلدات جينصافوط وقراوة بني حسان. تزيد مساحة الوادي عن 10,000 دونم من الأراضي الزراعية الخضراء الممتلئة ببيارات الحمضيات. ويعد أهم الوجهات السياحية الداخلية في محافظة سلفيت والمناطق المجاورة.
شرع الاحتلال الإسرائيلي بملاحقة المزارعين ومنع الفلاحة بحجة أن المنطقة محمية طبيعية
ثم بدأ بالإستيلاء على الأراضي وإضافة مناطق سكنية تابعة لمستعمرة «نوفيم».
الدلمينات والمعالم الأثرية
يُعتقد أن وادي قانا كان موقعًا مهمًا خلال فترات ما قبل التاريخ، ويضم العديد من الهياكل الحجرية المعروفة بـالدُلمينات (بالإنجليزية: Dolmens)، وهي مدافن صخرية أو أضرحة حجرية تتألف من كتل حجرية ضخمة تُرتب بطريقة محددة لتشكل مقابر جماعية أو فردية. تُعد هذه الهياكل من المعالم الميغاليثية البارزة في المنطقة، وغالبًا ما تكون على شكل ممرات حجرية أو غرف تحتوي على بقايا بشرية.
في عام 1922، حدد عالم الكتاب المقدس والجغرافيا الفرنسي فيليكس-ماري أبيلي هياكل حجرية في وادي قانا، بعضها يتكون من أكوام تصل إلى سبع طبقات، على أنها ميغاليثات تشكل نيكروبولي الدلمين. تغطي الدلمينات في المنطقة، إذا تم قبول التعريف الأوسع للمصطلح، الفترة ما بين منتصف الألفية الرابعة قبل الميلاد إلى أواخر الألفية الرابعة قبل الميلاد، أي نهاية العصر النحاسي المتأخر وبداية العصر البرونزي المبكر بالكامل، بما في ذلك ما يسميه البعض العصر البرونزي الوسيط..
تقاليد السكان
تقول التقاليد بين سكان وادي قانا ان اجدادهم كانوا يسكنون من قبل في زكور(لكنها مهجورة اليوم) وقد قيل إن هذا الرحيل من زكور ربما كان له جذور في ثأر دموي قوي وان سكان زكور انتقلوا اولا الى كفر ثلث ولما لم يجدوا أرضا جيدة متاحة هناك توزعوا للسكن في خمس قرى مختلفة بجانب وادي قانا. المجموعة الكبيرة المسيطرة في كفر ثلث هم الذين لديهم افضل المراعي وهم عائلة غرابة الدين يمتلكون أيضا أفضل الأراضي في روافد في وادي قانا، وحتى منتصف الثمانينات كانت خمسون عائلة تعيش في الوادي في قرية كان بها هياكل صخرية مجاورة للجدول والمعروفة باسم وادي قانا.
كهف وادي قانا
بحلول الألفية الرابعة قبل الميلاد، تم تأكيد استخدام الإنسان للوادي من خلال الاكتشافات الأثرية التي عُثر عليها في كهف كارستي يقع على بعد 25 كيلومترًا إلى الشرق من البحر الأبيض المتوسط، على الحافة الغربية لتلال السامرة. أصبح الكهف معروفًا لعلماء الكهوف من مركز أبحاث الكهوف في إسرائيل (ICRC) التابع لجمعية حماية الطبيعة في إسرائيل، عندما أخبرهم بعض القرويين من كفر لقيف عن وجود كهف عميق في الوادي. وبعد عملية بحث استمرت يومين في العام التالي،تم العثور على الكهف، الذي كان يقع على بعد 250 مترًا فوق أرضية الوادي. احتوى الكهف على مقبرة. إن وضع مواقع الدفن بعيدًا عن المستوطنات يعد ابتكارًا مميزًا في فترة العصر النحاسي المتأخر في منطقة الشام، وكان الوصول إلى هذا الموقع يتطلب الزحف عبر نفق طوله 15 مترًا، ثم ينفتح هذا النفق إلى قاعة تحت الأرض مساحتها 500 متر مربع.
على مدى عدة سنوات، قاد عالم الآثار الإسرائيلي آفي جوفر فريقًا من علماء الآثار الذين قاموا بحفر الموقع. تم اكتشاف ثلاث طبقات أثرية، مما يشير إلى أن الموقع قد شهد عدة مراحل من الاستيطان منذ الألفية السادسة قبل الميلاد، بدءًا من ثقافة اليارموكيان، مرورًا بالعصر النحاسي المتأخر، وصولًا إلى العصر البرونزي المبكر.