تشق طبقات الجبل الأخضر شمال شرق ليبيا العديد من الأودية التي سكنها ولجأ لها الناس منذ القدم، و حفروا في أجرافها مساكنا ومقابرا ودورا للعبادة، و أنشؤوا فيها سدودا لحجز المياه؛ وآخر لحفظ التربة.
البعض من هذه الأودية لا تحتوي على ينابيع للمياه أو أي مصدر دائم يكفي حاجتهم، فاضطروا لحفر الآبار في الأراضي الصخرية، وشق القنوات لتجميع مياه الأمطار، وذلك للحصول على حاجتهم منها في الزراعة والشرب.
أنشأ سكان تلك الأودية مستعمرات زراعية، حيث حوت على مرافق متكاملة، بعضها محفور في الصخر، والبعض الآخر تم بناؤه في جزء من المساحات القليلة المتوفرة في تضاريس تلك الأودية الوعرة.
من بين تلك الأودية التي سكنها الناس في العصور القديمة، واد تميز باتساعه واحتوائه على مساحات منبسطة؛ وأجراف قليلة الإنحدار، مكنت سكانه من حفر الكهوف والآبار وشق قنوات المياه، بل وإنشاء حمامات عمومية، دل شكلها المعماري على الرفاهية التي تمتع بها السكان في القرن الرابع للميلاد يعرف بوادي الصنب.