كان كريستوفر موراي غريف (11 أغسطس 1892 – 9 سبتمبر 1978)، ويُعرف أكثر باسمه المستعار هيو ماكديرميد، شاعرًا اسكتلنديًا وصحفيًا وكاتب مقالات وشخصية سياسية. يعتبر من أبرز القوى وراء النهضة الاسكتلندية وكان أثره راسخ على الثقافة والسياسة الاسكتلندية. وكان أحد الأعضاء المؤسسين للحزب الوطني الاسكتلندي في 1928 لكنه غادره في 1933 بسبب آرائه الماركسية اللينينية. وانضم إلى الحزب الشيوعي في بريطانيا العظمى في العام التالي ليطرد منه في 1938 بسبب ميوله القومي. وترشح بعد ذلك إلى البرلمان عن الحزب الوطني الاسكتلندي (1945) والحزب الشيوعي في بريطانيا العظمى (1964).
كُتبت أقدم أعمال غريف، بما في ذلك حوليات الحواس الخمس، باللغة الإنجليزية، لكنه اشتهر باستخدامه «للاسكتلندية التركيبية»، نسخةٌ أدبية من اللغة الاسكتلندية طورها بنفسه. ومنذ مطلع ثلاثينيات القرن العشرين وما بعد، زاد استخدام ماكديرميد للغة الإنجليزية، وأحيانًا «الإنجليزية التركيبية» الملحقة بمفردات علمية وتقنية.
ولد ماكديرميد، وهو ابن ساعي بريد، في بلدة لانغولم الحدودية الاسكتلندية في دومفريزشير. وتلقى تعليمه في أكاديمية لانغولم قبل أن يصبح مدرسًا لفترة وجيزة في مدرسة بروتون الثانوية في إدنبرة. وبدأ حياته المهنية كاتبًا صحفيًا في ويلز، يكتب للدورية الاشتراكية مرثير بيونير التي يديرها مؤسس حزب العمال كير هاردي، لينضم بعد ذلك إلى الفيلق الطبي بالجيش الملكي عند اندلاع الحرب العالمية الأولى. خدم في سالونيكا واليونان وفرنسا قبل أن يصاب بالملاريا الدماغية ليعود بعدها إلى اسكتلندا في 1918. وكان الوقت الذي أمضاه ماكديرميد في الجيش ذا تأثير على تطوره السياسي والفني.
واصل العمل الصحفي بعد الحرب، واستقر في مونتروز حيث أصبح محررًا ومراسلًا في دورية مونتروز ريفيو بالإضافة إلى عمله قاضي صلح وعضو في مجلس المقاطعة. وفي 1923، نُشر كتابه الأول حوليات الحواس الخمس على نفقته الخاصة، وتلاه كتاب سانغشاو في 1925، وبيني ويب. نُشرت قصيدة رجل مخمور ينظر إلى الشوك في 1926، وتعتبر عمومًا أشهر أعمال ماكديرميد وأكثرها تأثيرًا.
انتقل ماكديرميد إلى جزيرة شتلاند في والسي عام 1933 مع ابنه مايكل وزوجته الثانية، فالدا تريفلين، واستمر في كتابة المقالات والشعر على الرغم من انقطاعه عن التطورات الثقافية على الجزيرة الرئيسية خلال معظم ثلاثينيات القرن العشرين. وتوفي في السادسة والثمانين من عمره عام 1978 في منزله براونسبانك بالقرب من بيغار.
أيد ماكديرميد في أوقات متفرقة من حياته، الفاشية والستالينية والقومية الاسكتلندية، وجهات نظر وضعته مرارًا وتكرارًا على خلاف حاد مع معاصريه. كان أحد الأعضاء المؤسسين للحزب الوطني الاسكتلندي، سلف الحزب الوطني الاسكتلندي الحالي. وترشح عن الحزب الوطني الاسكتلندي في عامي 1945 و1950، وعن الحزب الشيوعي في بريطانيا العظمى عام 1964. وفي 1949، دفعت آراء ماكديرميد، جورج أورويل إلى إدراج اسمه في قائمة تضم «الذين لا ينبغي الوثوق بهم» إلى الإم آي 5. يُنسب الفضل اليوم إلى أعمال ماكديرميد في إلهام جيل جديد من الكتاب. قال عنه زميله الشاعر إدوين مورغان: «قد يكون غريب الأطوار وعبقريًا مُغيظًا، لكن ماكديرميد أنتج العديد من الأعمال التي، في المعيار الحقيقي، تلبث بالعقل والذاكرة وتحمل قالب أعمال كولريدج ببعد النظر والإدهاش».