حافظت هولندا على حيادها خلال الحرب العالمية الأولى. نجم هذا الموقف جزئياً عن سياسة الحياد الصارمة في الشؤون الدولية التي بدأت في عام 1830 بالتزامن مع انفصال بلجيكا عن الشمال. لم تكفل القوى الكبرى في أوروبا الحياد الهولندي الذي لم يكن بدوره جزءًا من دستور البلاد. استند الحياد إلى الاعتقاد بأن موقع هولندا الاستراتيجي سوف يضمن سلامتها، إذ تربعت بين الإمبراطورية الألمانية وبلجيكا التي احتلتها ألمانيا حينها والبريطانيين.
ظلّ الجيش الملكي الهولندي في حالة تعبئة طوال فترة الصراع، إذ حاول الأعداء بصورة منتظمة ترهيب هولندا وفرض مطالبهم عليها. تحتّم على الجيش إيواء اللاجئين وحراسة معسكرات اعتقال الأسرى ومنع عمليات التهريب، بالإضافة إلى توفير قوة ردع يمكن الاعتماد عليها. فرضت الحكومة قيودًا على حرية تنقل الأفراد ورصدت الجواسيس واتخذت إجراءات عدّة في زمن الحرب.