هوغو لافاييت بلاك (27 فبراير 1886- 25 سبتمبر 1971) محامي وسياسي وقاضي أمريكي، عمل عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي منذ عام 1927 إلى عام 1937، وشغل منصب معاون قاضٍ في المحكمة العليا للولايات المتحدة منذ عام 1937 إلى عام 1971. أيد بلاك، وهو عضو في الحزب الديمقراطي ومناصر مخلص لبرامج الصفقة الجديدة، فرانكلين روزفلت في الانتخابات الرئاسية لعامي 1932 و1936. بعد أن ذاع صيت بلاك في مجلس الشيوخ كإصلاحي، رشحه الرئيس روزفلت للمحكمة العليا، ووافق مجلس الشيوخ على ذلك بأغلبية أصوات بلغت 63 صوتًا مقابل 16 صوتًا (صوت 6 من أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين و10 أعضاء جمهوريين ضده). كان الأول من بين تسعة رشحهم روزفلت للمحكمة، وتجاوز الجميع باستثناء وليام أو. دوغلاس.
بصفته خامس أقدم قاض في تاريخ المحكمة العليا، كان بلاك أحد أكثر قضاة المحكمة العليا نفوذًا في القرن العشرين. اشتهر بلاك بدفاعه عن قراءة نصية لدستور الولايات المتحدة وموقفه من أن الحريات المكفولة في وثيقة حقوق الولايات المتحدة قد فُرضت على الولايات («أُدمجت») بموجب التعديل الرابع عشر. خلال حياته السياسية، اعتُبر بلاك مناصرًا قويًا للسياسات الليبرالية والحريات المدنية.
خلال الحرب العالمية الثانية، دون بلاك رأي الأغلبية في قضية كوريماتسو ضد الولايات المتحدة (1944)، مؤيدًا اعتقال الأمريكيين اليابانيين الذي حدث. عارض السيد بلاك مبدأ مراعاة الأصول القانونية (وقد أدى تفسير المحكمة العليا لهذا المفهوم المناهض لبرامج الصفقة الجديدة إلى استحالة قيام الحكومة بإصدار تشريع ادعى المحافظون أنه يتدخل في الحرية المزعومة لأصحاب الأعمال التجارية)، معتقدًا أنه لا أساس في صياغة الدستور للحق في الخصوصية، وقد صوّت ضد ذلك في قضية غريسوولد ضد كونيتيكت (1965).
قبل أن يصبح عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي، اعتنق بلاك آراء معادية للكاثوليكية، وكان عضوًا في جماعة كو كلوكس كلان في ولاية ألاباما، لكنه استقال في سنة 1925. بعد سنوات، قال: «قبل أن أصير عضوًا في مجلس الشيوخ، استقلت من جماعة الكلان. لم يُعد لي علاقة بها منذ ذلك الوقت. لقد تركتها، وأوقفتُ تمامًا ارتباطي بها».