كان هوراس جيلبرت سميثي الابن (19 يوليو 1914 - 28 أكتوبر 1948) جراح قلب أمريكي أجرى في 1948 أول عملية إصلاح ناجحة للصمام التاجي (رأب الصمام التاجي) منذ عشرينيات القرن العشرين. كان عمل سميثي معقدًا لأنه سبق المجازة القلبية الرئوية وجراحة القلب المفتوح. لم يشكل إجراؤه علاجًا نهائيًا لأمراض الصمامات القلبية، إلا أنه أدخل تقنية حقن نوفوكائين في القلب لتجنب اللانظميات القلبية في أثناء الجراحة، وأظهر أنه من الممكن الوصول إلى صمامات القلب وإجراء الجراحة عليها.
تخرج سميثي من كلية الطب بجامعة فرجينيا، وأتمّ إقامة جراحية في تشارلستون في كارولاينا الجنوبية، ثم مارس الجراحة في مستشفى روبر في تشارلستون. وبدأ العمل مع زميل له في مختبر للكلاب بهدف الوصول إلى طريقة لرأب الصمامات (علاج جراحي لصمامات القلب المريضة). كان اهتمام سميثي بخلل صمامات القلب شخصيًا أيضًا؛ إذ كان يعاني من تضيق الصمام الأبهري المرتبط بالداء القلبي الرثواني.
بدأ سميثي إجراء عمليات جراحية على سلسلة من المرضى الذين يعانون من أمراض صمامات القلب، وأخذ في التواصل مع جراح القلب البارز ألفرد بلالوك، على أمل أن يوافق بلالوك في نهاية الأمر على إجراء رأب الصمامات عليه. طلب سميثي من أحد المرضى أن يأتي إلى بالتيمور حتى يتمكن بلالوك وسميثي من إجراء عملية جراحية على المريض معًا. عندما توفي هذا المريض على طاولة العمليات، رفض بلالوك المشاركة في مزيد من الجراحات من هذا النوع. توفي سميثي في مستشفى روبر بسبب الربو القلبي وذات الرئة ونوبة أخرى من الحمى الرثوية. جاءت وفاته بعد أن أجرى أول عملية رأب للصمامات ببضعة أشهر. لم يتمكن من إقناع أي شخص بإجراء العملية الجراحية عليه.