إتقان موضوع هنري فين الأصغر

السير هنري فين (عمد بتاريخ 26 مارس عام 1613 - 14 يونيو عام 1662) وغالبًا ما يشار إليه باسم هاري فين أو هنري فين الأصغر لتمييزه عن والده هنري فين الأكبر، هو سياسي ورجل دولة وحاكم استعماري إنجليزي. عاش لفترة وجيزة في أمريكا الشمالية شاغلًا منصب حاكم مستعمرة خليج ماساتشوستس لولاية واحدة. دعم فين إنشاء كلية هارفرد ومستعمرة رود آيلاند التي أسسها روجر ويليامز. ودافع خلال ولايته كحاكم عن آن هاتشينسون وحقها في تدريس المواضيع الدينية في منزلها، وذلك بحكم كونه من الدعاة البارزين للتسامح الديني. وضعه موقفه هذا في صراع مباشر مع القادة البيوريتانيين في مستعمرة ماساشوستس. عاد إلى إنجلترا عقب خسارته الانتخابات وحظرت السيدة هاتشينسون من دخول المستعمرة في نهاية المطاف.

كان فين من قادة الفصيل البرلماني إبان الحرب الأهلية الإنجليزية، وكان على اتصال وثيق مع أوليفر كرومويل. لم يكن له يد في إعدام الملك تشارلز الأول ورفض أداء أي قسم يعبر فيه عن موافقته على هذا الفعل. خدم في مجلس الدولة الذي كان بمثابة الذراع التنفيذي للحكومة خلال فترة خلو العرش، ولكنه اختلف مع كرومويل على مسائل مرتبطة بالحكم ونحى نفسه عن السلطة حين أعلن كرومويل عن حل البرلمان في عام 1653. عاد إلى السلطة خلال فترة الكومنولث قصيرة الأجل من عام 1659 حتى عام 1660. مثل بقائه على قيد الحياة خطرًا بنظر الملك تشارلز الثاني نظرًا لنضاله من أجل إقرار إصلاحات حكومية ووضع دستور إلى جانب عدد من الحريات المدنية والدينية. وبالتالي اعتُقل تنفيذًا لأوامر صادرة عن الملك تشارلز الثاني عقب استرداده العرش. استثني فين من قانون التعويض والنسيان بعد نقاش مديد حول الأمر وهو ما ترتب عليه حرمانه من العفو الممنوح لمعظم الناس الذين كان لهم دور في الحرب الأهلية وفترة خلو العرش.

اتهمته هيئة المحلفين الكبرى في مقاطعة ميدلسكس بالخيانة العظمى بعدما قدم المدعي العام السير جيفري بالمر مجموعة من التهم بحقه في عام 1662، وذلك على الرغم من حصوله على عفو رسمي من الملك تشارلز الثاني. أدانته هيئة المحلفين الملكية بالجرم في ظل إجراءات قضائية حرم خلالها من حقه بالاستعانة بمحامٍ وفرصة إعداد دفاع قانوني تبعًا للأصول. سحب تشارلز العفو الذي أصدره بحق فين وقطع رأسه في تاور هيل بتاريخ 14 يونيو عام 1662.

اعتبره أقرانه السياسيين مديرًا كفئًا وسياسيًا ومفاوضًا تميز بمكره وقدرته على الإقناع. كان نهجه السياسي مدفوعًا برغبته في إحلال التسامح الديني خلال عصرٍ كانت الحكومات تستحدث فيه الكنائس الرسمية وتقمع الآراء المعارضة. كذلك كان قادرًا على بناء تحالفات عدة من أجل النهوض بأجندته على الرغم من أن آرائه لم تحظى بقبول الغالبية. لعبت الإجراءات التي اتخذها دورًا في صعود وسقوط الكومنولث الإنجليزي. ما تزال كتبه ومناشيره التي تناولت مجموعة من المواضيع الدينية والسياسية موضع تحليل حتى يومنا هذا. دعا في كتابه الذي حمل عنوان «السؤال الشافي» إلى عقد مؤتمر دستوري قبل أكثر من قرن من انعقاد المؤتمر الدستوري الأمريكي. لذلك تذكره ولايتي ماساتشوستس ورود آيلاند كأحد أوائل مناصري الحرية.



كتبت جمعية نيو إنجلاند للتاريخ والأنساب عنه في عام 1848:تحتم على أولئك الذين اعتادوا النظر إلى الشخصية الحقيقية التي ميزت روجر ويليامز -رجلًا عظيمًا ورائعًا ومن الرائدين في إرساء الحرية الدينية وبالتالي السياسية- أن يصفوا السير هنري فين بنفس هذه الفضائل. صحيح أن الأخير لم يستقر هنا في أرضنا ولم يجبر على الطيران إلى البرية للتنعم بآرائه ولكنه مات من أجلهم في الوقت والزمان اللذين عادا فيه بالنفع الجليل على العالم. فإذا كان روجر ويليامز يستحق جل الثناء والمديح الذي تغدقه الأجيال اللاحقة عليه الآن والذي من المؤكد تعاظمه في المستقبل فإن السير هنري فين يستأهل أمرًا مماثلًا دون شك.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←