هذه ليلتي هي أغنية أدتها أم كلثوم في 1968 من كلمات جورج جرداق وألحان محمد عبد الوهاب من مقام البيات. وهذه الأغنية لحنها محمد عبد الوهاب لأم كلثوم بعد أن لحن لها أنت عمري التي سميت لقاء السحاب إذ كانت أول عمل يجمع النجمين وتعرضت أغنية هذه ليلتي لهجوم بعض النقاد. وغنتها المغنية الأردنية سهام الصفدي في أول أغنية لها في برنامج اكتشاف المواهب ركن الهواة في عمان في السبعينات وغنتها أصالة في حفل الغناء بالفصحى في السعودية في عام 2023.
هذه الأغنية هي أول أغنية عاطفية تغنيها بعد حرب 1967.
تعرضت أغنية **"هذه ليلتي"** لهجوم من بعض النقاد عند ظهورها عام **1968**، رغم نجاحها الجماهيري الساحق.
كان جوهر الهجوم لا يتعلق بسوء الأداء من **أم كلثوم** أو اللحن من **محمد عبد الوهاب**، بل كان مُوجَّهًا بشكل أساسي إلى **الكلمات** التي كتبها **جورج جرداق**، بالإضافة إلى طبيعة التعاون غير المسبوق بين أم كلثوم وعبد الوهاب في ذلك الوقت.
---
📝 محاور الهجوم النقدي
يمكن تلخيص الانتقادات التي وُجِّهت للقصيدة في محورين رئيسيين:
1. 📜 الهجوم على اللغة والمحتوى (الأكثر شيوعًا)
* **ضعف اللغة الشعرية والسهولة:** اتهم بعض النقاد القصيدة بأنها ذات لغة **سهلة ومباشرة** (بسيطة) وتفتقر إلى **عمق التصوير والبناء الشعري التقليدي** الذي اعتاد عليه جمهور أم كلثوم من شعراء كبار مثل أحمد شوقي وإبراهيم ناجي.
* رأى النقاد أن جرداق بالغ في **استخدام أسلوب التعبير المباشر** عن الفرحة والحب، مما أفقد القصيدة فخامتها اللغوية المعهودة.
* **بساطة الموضوع:** اعتبر البعض أن الموضوع، وهو وصف ليلة فرح وسعادة شخصية، **لا يتناسب مع قامة أم كلثوم** التي كان يُتوقع منها دائمًا تقديم قصائد ذات مواضيع قومية أو اجتماعية عميقة أو ذات بعد فلسفي.
2. 🎼 الهجوم على سياق التعاون
* **انتقاد اللحن:** اتهم البعض **محمد عبد الوهاب** بأنه **بالغ في استخدام الإيقاعات السريعة** والفقرات الموسيقية الحماسية التي تختلف عن المدرسة الموسيقية التقليدية لأم كلثوم. ورأى هؤلاء أن اللحن كان أقرب إلى أسلوب عبد الوهاب الخاص منه إلى أسلوب أم كلثوم.
* **انتقاد التجديد الجريء:** كانت هذه الأغنية تمثل قمة التعاون التجديدي بين أم كلثوم وعبد الوهاب. بعض النقاد التقليديين لم يتقبلوا هذا **التحول الجريء** في الأسلوب الغنائي لكوكب الشرق، الذي مال إلى التعبير العاطفي الأبسط والأكثر حيوية.
> **النتيجة:** رغم هذه الانتقادات النخبوية، حصدت الأغنية **نجاحًا جماهيريًا مذهلاً**، وأصبحت واحدة من علامات العصر الذهبي للأغنية العربية الحديثة.