الهُجَاس يُعتبر مرض الهجاس من الأمراض المهمة التي تبدأ بشكاوى بدنية، وهو الشكوى المستمرة من أعراض تظهر في الجسم والآلام يؤوِّلها المريض على أنها علامات لمرض خطير كالسرطان أو أمراض القلب أو الكلية، ومهما تتم محاولات إقناعه بعدم خطورة حالته الصحية وعمل الأبحاث الطبية المختلفة إلا أنه يكون دائم التردد على الأطباء وعمل الأبحاث في معامل ومختبرات عدة وكذلك اضطراب الجسد أي أنه يشتكي من عدة أعضاء أو أجهزة في جسمه ولكن دون الخوف من مرض محدد، وعادة ما يكون الخطب المشتكى منه آلاماً في الجسم وأعراضها ناتجةً من الجهاز العصبي أو القلب الدوري.
أخيراً مرض (النيوراستينا) أو الإعياء النفسي والإحساس بالتعب والإرهاق الجسدي والنفسي حيث يشكو المريض التعب لأقل جهد أو أقل تركيز وعادة ما يؤول ذلك إلى فقر الدم أو كسل في الكبد أو نقص المناعة... الخ، ولكنه مرض نفسي يتميز بهذه الأعراض ويتصور الذين يعانون من أوهام هذا المرض أن الأمراض تساعدهم كميكاترم أو كأسلوب هروبي لتخفيف حدة القلق المتولد عن إحباطاتهم الشخصية، وعندما تتحسن أو تتعدل حالتهم تنتظم حياتهم وتُحل مشاكلهم الخاصة.
فمن الممكن أن يحرزوا نجاحاً كبيراً من حيث ما يطرأ على صحتهم من تحسن فعلي أو من حيث نظرتهم لأنفسهم من الناحية الصحية.
مرض الهجاس عرف منذ العصور الإغريقية،
يقول العالم هيبوقراط أن الإعياء الذي لا يعرف له سبب ينذر بمرض، كما يقول من يوجعه شيء من بدنه ولا يحس بوجعه في أكثر حالاته فعقله مختلط، والإحساس بوجود مرض دون الإحساس به يشير إلى علة في القوى الإدراكية، وينبغي الإشارة إلى أن اهتمام المريض الزائد بصحته لا يستند إلى أساس عضوي أو إلى وجود علة عضوية حقيقية حيث تدل البحوث العلمية الدقيقة التي تجرى على مثل هؤلاء المرضى على سلامة أبدانهم.
ويشير العالم (انجلش) إلى الطبيعة المرضية لهذا الاهتمام المصحوب بمبالغة المريض بكل عرض يعتريه مهما كان بسيطاً.