هاميلتون فيش (بالإنجليزية: Hamilton Fish) (3 أغسطس 1808 – 7 سبتمبر 1893)، هو رجل دولة أمريكي شغل منصب الحاكم السادس عشر لولاية نيويورك، وهو سيناتور أمريكي ووزير خارجية الولايات المتحدة. وعرف فيش بأنه «عمود» إدارة غرانت، واعتبره عديد الباحثين أحد أهم وزراء خارجية البلاد، وعرفت عنه فطنته وجهوده نحو الإصلاح والاعتدال الدبلوماسي. حل فيش مشكلة تعويضات ألباما مع بريطانيا العظمى من خلال تطويره لمفهوم التحكيم الدولي. ومنع الولايات المتحدة من شن الحرب مع إسبانيا على مسألة استقلال كوبا بتعامله الحكيم مع حادثة فرجينيوس. في عام 1875، بدأ فيش العملية التي أدت في النهاية إلى ضم هاواي، وذلك بالتفاوض على معاهدة تجارية متبادلة لإنتاج السكر في الدولة الجزيرة. كما نظم مؤتمر سلام ومعاهدة في واشنطن العاصمة بين دول أمريكا الجنوبية وإسبانيا. عمل فيش مع جيمس ميلتون تيرنر، أول قنصل أسود في أمريكا، لتهدئة حرب بين الليبيريين وشعب غريبو. وقال الرئيس غرانت أنه وثق برأي فيش في أغلب مشوراته السياسية.
فيش هو ابن عائلة ثرية وبارزة في نيويورك ودخل كلية كولومبيا في جامعة كولومبيا. دخل فيش نقابة المحاماة بعد تخرجه، وعمل مفوض عقود في نيويورك، وحاول الترشح دون جدوى لجمعية ولاية نيويورك عن حزب الويغ في عام 1834. بعد زواجه، عاد فيش إلى المشهد السياسي في نيويورك في عام 1843 وانتخب إلى مجلس النواب الأمريكي. وترشح لمنصب نائب حاكم ولاية نيويورك في عام 1846، وهزمه منافسه الديمقراطي المعادي للإيجارات. تم إخلاء المنصب في عام 1847، وترشح فيش مرة أخرى وانتخب لمنصب نائب الحاكم، ثم ترشح في العام التالي لمنصب الحاكم وفاز بالانتخابات، وظل في هذا المنصب لفترة واحدة. وفي عام 1851، انتخب إلى مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية نيويورك وبقي لفترة واحدة، واكتسب خبرة مهمة في لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي للعلاقات الخارجية. أصبح فيش جمهوريا بعد حل حزب الويغ. كان فيش وسطيا فيما يتعلق بمسألة الرق، ورفض قانون كانساس نبراسكا وتوسع الرق.
رحل فيش إلى أوروبا، ثم عاد إلى أمريكا وأيد ترشيح أبراهام لينكون للرئاسة في عام 1860. وخلال الحرب الأهلية الأمريكية، جمع فيش المال لتمويل جهود الاتحاد الحربية، وعمل في لجنة لينكون الرئاسية التي رتبت عمليات تبادل الأسرى بين القوات الاتحادية والكونفدرالية. عاد فيش للمحاماة بعد الحرب الأهلية وتقاعد من الحياة السياسية. ولكنه عاد مجددا بعد انتخب يوليسيس إس غرانت رئيسا في عام 1868، حيث عُيَّن وزير الخارجية في عام 1869. تولى فيش منصبه بحماس، فأعاد تنظيم المكتب الرئاسي، ووضع إصلاحات للخدمة المدنية. وخلال فترة ولايته التي استمرت ثمان سنوات، تعامل فيش مع الحرب الكوبية، وتسوية أزمة ألاباما، والنزاعات الحدودية بين كندا والولايات المتحدة، وحادثة فيرجينيوس. وضع فيش مفهوما جديدا عن التحكيم الدولي، حيث تتم تسوية النزاعات بين البلدان عن طريق المفاوضات بدلا من المواجهات العسكرية. وشارك فيش في النزاع السياسي بين السناتور تشارلز سامنر والرئيس غرانت ضمن جهود الأخير الفاشلة لضم جمهورية الدومينيكان. نظم فيش حملة بحرية في محاولة فاشلة لفتح التجارة مع كوريا في عام 1871. ترك فيش المنصب والسياسة في عام 1877، وعاد إلى حياته الخاصة واستمر في العمل في مختلف الجمعيات التاريخية. دخل نسله من الذكور في مجلس النواب الأمريكي لثلاثة أجيال. توفي فيش بسبب الشيخوخة في منزله الفاخر في ولاية نيويورك في عام 1893 وهو بعمر الخامسة والثمانين.
من ناحية تاريخية، لقي فيش الثناء لسلوكه الهادئ في الأوقات الصعبة، وصدقه، ووفائه، وتواضعه، وحنكته السياسية خلال فترة عمله في عهد الرئيس غرانت، وخدمته القصيرة في عهد الرئيس هايز. تُذكر معاهدة واشنطن بوصفها السمة المميزة لمسيرته المهنية، وبفضلها تحققت تسوية تعويضات ألاباما بشكل سلمي. تعامل فيش أيضًا ببراعة مع حادثة سفينة فيرجينوس، مما جنّب الولايات المتحدة خوض حرب مع إسبانيا. يغفل المؤرخون عن نجاح فيش في تحقيق السلام والهدنة في أمريكا الجنوبية. وعندما كان وزيرًا للخارجية، لم يُبدِ فيش التعاطف مع محنة الأمريكيين الأفارقة، وعارض ضم بلدان أمريكا اللاتينية. تقليديًا، يعتبر المؤرخون فيش أحد وزراء الخارجية الأبرز في أمريكا. وفيما بعد، عمل أحفاد فيش من الذكور في مجلس النواب الأمريكي لثلاثة أجيال متعاقبة.
من ناحية تاريخية، لقي فيش الثناء لسلوكه الهادئ في الأوقات الصعبة، وصدقه، ووفائه، وتواضعه، وحنكته السياسية خلال فترة عمله في عهد الرئيس غرانت، وخدمته القصيرة في عهد الرئيس هايز. تُذكر معاهدة واشنطن بوصفها السمة المميزة لمسيرته المهنية، وبفضلها تحققت تسوية تعويضات ألاباما بشكل سلمي. تعامل فيش أيضًا ببراعة مع حادثة سفينة فيرجينوس، مما جنّب الولايات المتحدة خوض حرب مع إسبانيا. يغفل المؤرخون عن نجاح فيش في تحقيق السلام والهدنة في أمريكا الجنوبية. وعندما كان وزيرًا للخارجية، لم يُبدِ فيش التعاطف مع محنة الأمريكيين الأفارقة، وعارض ضم بلدان أمريكا اللاتينية. تقليديًا، يعتبر المؤرخون فيش أحد وزراء الخارجية الأبرز في أمريكا. وفيما بعد، عمل أحفاد فيش من الذكور في مجلس النواب الأمريكي لثلاثة أجيال متعاقبة.