اكتشف أسرار نورثروب غرومان بي 2 سبيرت

بي-2 سبيريت من شركة نورثروب، والمعروفة أيضًا باسم "قاذفة الشبح"، هي قاذفة قنابل استراتيجية ثقيلة أمريكية تتميّز بتقنية التخفي ذات القدرة المنخفضة على الظهور للرادار، صُمّمت لاختراق شبكات الدفاع الجوي الكثيفة والمعقّدة. تُعد هذه الطائرة جناحًا طائرًا دون سرعة الصوت ويقودها طاقم مكوّن من فردين، وقد تولّت شركة نورثروب (لاحقًا نورثروب غرومان) مهام التصميم كمقاول رئيسي، فيما ساهمت شركات بوينغ، وهيوز، وفووت كمقاولين فرعيين رئيسيين. صنعت الطائرة بين عامي 1988 و2000.

تستطيع بي-2 إسقاط ذخائر تقليدية وحرارية نووية، مثل ما يصل إلى ثمانين قنبلة موجهة بنظام التموضع العالمي (GPS) من نوع "مارك 82" بوزن 500 رطل (230 كغ)، أو ست عشرة قنبلة نووية من نوع "بي-83" بوزن 2,400 رطل (1,100 كغ). وتُعد هذه الطائرة حاليًا الوحيدة المعروفة قيد الخدمة القادرة على حمل أسلحة بعيدة المدى تُطلق من الجو إلى سطح الأرض، ضمن تكوين تخفٍ لا يمكن رصده.

بدأ تطوير الطائرة ضمن مشروع "قاذفة التكنولوجيا المتقدمة" خلال عهد إدارة الرئيس جيمي كارتر، التي ألغت جزئيًا برنامج القاذفة "بي-1 إيه" القادرة على الطيران بسرعة ماخ 2، نظرًا للآفاق الواعدة التي أظهرها مشروع "بي-2". إلا أن صعوبات التطوير أدت إلى تأخيرات وارتفاع كبير في التكاليف. وفي نهاية المطاف، أسفر البرنامج عن إنتاج 21 طائرة "بي-2" بتكلفة متوسطة قدرها 2.13 مليار دولار للطائرة الواحدة (حوالي 4.17 مليار دولار حسب قيمة الدولار في عام 2024)، وتشمل هذه التكاليف مراحل التطوير، والهندسة، والاختبارات، والتصنيع، والتوريد. أما تكلفة تصنيع كل طائرة على حدة فقد بلغت في المتوسط نحو 737 مليون دولار، في حين بلغت تكلفة التوريد الإجمالية – التي تشمل الإنتاج، وقطع الغيار، والمعدات، والتحديثات، والدعم البرمجي – حوالي 929 مليون دولار للطائرة الواحدة (ما يعادل نحو 1.11 مليار دولار في عام 2023).

وقد أثارت هذه التكاليف الباهظة – سواء الرأسمالية أو التشغيلية – جدلاً واسعًا داخل الكونغرس الأمريكي حتى قبل نهاية الحرب الباردة، التي قلّصت الحاجة إلى طائرات شبحية قادرة على تنفيذ ضربات في عمق الأراضي السوفييتية. نتيجة لذلك، جرى في أواخر الثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين تقليص عدد القاذفات المخطط إنتاجها من 132 إلى 21 فقط.

تستطيع "بي-2" تنفيذ مهام هجومية على ارتفاعات تصل إلى 50,000 قدم (15,000 متر)، ولديها مدى طيران يزيد عن 6,000 ميل بحري (11,000 كيلومتر؛ 6,900 ميل) دون التزود بالوقود، ويمكن أن تتجاوز 10,000 ميل بحري (19,000 كيلومتر؛ 12,000 ميل) عند التزود بالوقود جوًا مرة واحدة.

دخلت "بي-2" الخدمة رسميًا عام 1997، لتكون ثاني طائرة تُصمّم بتقنية التخفي المتقدمة بعد طائرة الهجوم "لوكهيد إف-117 نايتهاوك". وعلى الرغم من أن تصميمها الأساسي خُصّص للضربات النووية، فقد استُخدمت لأول مرة في القتال لإلقاء ذخائر تقليدية غير نووية خلال حرب كوسوفو عام 1999، ثم استُخدمت لاحقًا في العراق وأفغانستان وليبيا واليمن وإيران.

اعتبارًا من عام 2024، تمتلك القوات الجوية الأمريكية تسع عشرة طائرة من طراز "بي-2" في الخدمة، في حين دُمرت طائرة واحدة في حادث تحطم عام 2008، وتعرضت أخرى لأضرار جسيمة في حادث عام 2022، ما أدى إلى إخراجها من الخدمة على الأرجح بسبب تكاليف الإصلاح وطول مدته.

ومن المقرر أن تواصل القوات الجوية تشغيل طائرات "بي-2" حتى عام 2032، حيث ستُستبدل بطراز "بي-21 رايدر" من شركة نورثروب غرومان.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←