النوبات النشوانية (بالإنجليزية: Ecstatic seizures) المعروفة أيضًا باسم الصرع النشواني أو صرع دوستويفسكي، هي نوع نادر من أنواع الصرع يتميز بحدوث نوبات تترافق مع هالة شعورية شديدة النشوة أو السعادة العميقة أو البهجة الغامرة. تُصنَّف هذه النوبات من ضمن أنواع الصرع الجزئي. تتضمن الأعراض: شعوراً قوياً بالعاطفة الإيجابية، إحساساً بالراحة الجسدية، زيادة ملحوظة في درجة الوعي والإدراك، بالإضافة إلى الإحساس بتمدد الزمن وأعراض أخرى. غالبًا ما توصف هذه النوبات بأنها تحمل طابعاً روحانياً أو دينياً أو تجلياً صوفياً، وقد اعتبرها بعض المرضى تجربة "تغير الحياة" تغييرًا جذريًا.
يُعتقد أن سبب النوبات النشوانية هو التنشيط الصرعي لمنطقة محددة في الدماغ تُعرف باسم القشرة الجزرية الأمامية الظهرية كما أن التحفيز الكهربائي لهذه المنطقة الدماغية يمكن أن يؤدي إلى استحضار مصطنع لهذه النوبات. تشير بعض النظريات إلى أن النوبات النشوانية الناتجة عن تنشيط القشرة الجزرية قد تكون ناتجة عن توقف مؤقت في معالجة أخطاء التوقع المرتبطة بعدم اليقين والمشاعر السلبية، وقد رُبِط بين النوبات النشوانية وبين تجارب إيجابية شديدة التأثير أو حالات شعورية صوفية مشابهة، مثل تلك التي تحدث عند استخدام بعض العقاقير النفسية كالإمفيتامينات المسببة للنشوة أو المواد المهلوسة، وكذلك في لحظات الاستمتاع العميق بالموسيقى أو أثناء حالات التأمل العميق.
كان الروائي الروسي فيودور دوستويفسكي، والذي كان مصاباً بالصرع وتعرض لهذه النوبات النشوانية، أول من وصف هذه الحالة في كتاباته خلال منتصف وأواخر القرن التاسع عشر. أما أولى الحالات الطبية المسجلة للنوبات النشوانية فقد نُشِرت في الأدبيات الطبية خلال أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. وحتى عام 2023، وُثِّق حوالي خمسين حالة نوبات نشوانية في الدراسات الطبية. وقد عُرف دور القشرة الجزرية الأمامية في النوبات النشوانية للمرة الأولى عام 2009، كما حُفِّزت لأول مرة هذه المشاعر تحفيزًا مصطنعًا عبر تنبيه تلك المنطقة الدماغية عام 2013. يُعتقد أن بعض الشخصيات الدينية التاريخية البارزة، مثل القديس بولس الطرسوسي وجان دارك، ربما كانوا يعانون من هذه النوبات.