نبذة سريعة عن نهر النهروان

نهر النهروان كان نهر القاطول الذي حفره الرشيد وسماه نهر أبي الجند وشيد عليه قصراً، يلتقي بالنهروان ويحمل اسمه، ومن الجغرافيين الذين أشاروا إلى نهر القاطول وقال ان اسمه يصبح نهر النهروان المؤرخ الجغرافي ابو الفداء صاحب كتاب تقويم البلدان فذكر ان نهر القاطول يحمل ماؤه من دجلة عند قصر الخليفة جعفر المتوكل المعروف بالقصر الجعفري، فيسقي قرايا وبلدان الجانب الشرقي من دجلة، وعندما يجتاز قرية تسمى صولى يصبح اسمه النهروان، حتى يعود ويصب في دجلة قرب جرجرايا بفرسخين.

من أعظم أنهار الري في العراق، أيام الفرس، وبقي صالحاً بعدهم في أيام العرب، فوسعوا فروعه وكروا مجاريه. ويرى البروفسور فلنكشتاين، أن النهروان كان موجوداً في العهود البابلية الأولى. مستنداً في ذلك إلى قرائته لرقيم من الطين وجد في أطلال خفاجي الأثرية، من حكم الملك سمو ايلونا ابن حمورابي المشرع العظيم، جاء فيه: ان الملك امر بتنظيف بعض أجزاء ناران، أي النهروان.

اذن نهر النهروان قديم، حيث كان يتفرع من الجانب الأيسر لدجلة عند الدور شمال سامراء. ويستمر في جريانه بمحاذاة دجلة من جهته الشرقية، قاطعاً مسافة 300 كيلو متراً، حتى يلتقي بنهر دجلة جنوب بغداد عند الكوت. ويعتبر من أنهار بغداد القديمة حيث كان الجانب الشرقي لبغداد يسقى من النهروان ذلك النهر العظيم، حيث كان يشق وسط مدينة صغيرة عامرة عرفت بمدينة النهروان، التي على بعد أربعة فراسخ عن بغداد، ويفضي نهر النهروان إلى سواد بغداد فيما يسفل عن دار الخلافة إلى إسكاف، وغيرها من المدن والقرى. وكانت له ثلاثة مداخل، اثنان منهما يتفرعان من جنوب سامراء، والثالث من شماليها. ومن فروع نهر النهروان كان نهر الخالص القديم في الشمال، ونهر بين في الجنوب. ويرجع إنشاء القسم الجنوبي منه إلى عصر مملكة أشنونا. ولعل نهر النهروان أطول الجداول الصناعية المعروفة إلى الآن، حيث يصل عرضه في بعض أقسامه إلى 120 متراً، وعمقه يصل إلى عشرة أمتار.

قناة أو نهر النهروان هي نظام الري الرئيسي في العراق في العهد الساساني والعصور الإسلامية المبكرة. بنيت في القرن السادس ووصلت إلى قمة عطائها في العصر العباسي عندما كانت تمثل المصدر الرئيسي الذي يغذي العاصمة العباسية بغداد بالمياه، وتسقي مناطق زراعية واسعة تعتبر سلة غذاء المدينة. دمارها واهمالها من منتصف القرن العاشر عكس افول العصر العباسي.

قراءة المقال الكامل على ويكيبيديا ←